٭ من أحدث مواقف وزارة التربية "الطازة" ما جرى قبل نهاية العام الدراسي الحالي، من حكاية اجازة طلاب ومعلمي الصفوف الأولية بالمدارس الابتدائية.. ولمن لا يعرف هذا المسلسل فقد صدرت أولاً التعليمات المفاجئة بأن تستمر الدراسة لهذه الصفوف وهي من أولى إلى خامسة ابتدائي طيلة اسبوعي الاختبارات النهائية.. وعندها هاج الناس وماجوا تذمراً واعتراضاً على قرار ظاهره وباطنه العشوائية.. فما كان من الوزارة إلاّ أن زحلقت البت في هذا الأمر إلى مديري التعليم "طبقاً لما نقلته الصحف". ٭ عدد مديري التربية والتعليم بالمناطق فكر بشكل حصيف، فقام هو الآخر بزحلقة الموضوع إلى مديري الاشراف التربوي، واظن ان الوقت لو كان فيه متسع لقام الأخيرون بزحلقته إلى مديري المدارس وهكذا.. في مشهد لا يخلو من الدهشة المخلوطة بالطرفة.. غير أن اشارة وردت من الوزارة تقول ان على مديري التربية استخدام صلاحياتهم في هذا الشأن وهو ما تشبث به بعض مديري التربية - كما حدث في الطائف- عندما قامت ادارة التربية هناك باصدار تعميم للمدارس بأن اجازة اولئك الطلاب الصغار ومعلميهم ستكون بدءاً من نهاية دوام الاربعاء الماضي 7 جمادى الآخرة 1429 ه . ٭ الوزارة عادت من جديد واعلنت على لسان المتحدث الرسمي بها الأخ الدكتور عبدالعزيز الجار الله - طبقاً لعكاظ الثلاثاء الماضي بأن اجازة الطلاب ستكون بنهاية الاربعاء قبل الماضي، اما معلموهم فإن اجازتهم لن تبدأ قبل الثاني من رجب ..وان ما فعلته ادارة تعليم الطائف قد أخطأت في تاريخ بدء الاجازة عندما اصدر تعميمه للمدرس، وتم تلافي ذلك الخطأ بتعميم جديد !! ٭ ولك كمتابع لهذا المشهد أن تتأمل هذه الحالة التي يقترب منها المثل الشعبي "يغرق في شبر موية" فإذا كان موضوع صغير كهذا قد أخذ من وزارة التربية كل هذا العناء، وهذه التعاميم، وهذا الأخذ والرد، وعدم التنسيق بينها وبين الميدان، فما هو حال القضايا التي هي أكبر من هذا.. في وقت كان يجب به أن تريح الوزارة دماغها، وتصدر من البداية قراراً منطقياً بأن اجازة الطلاب الصغار ستكون اعتباراً من الاربعاء قبل الماضي هم ومعلموهم.. لأن بقاء المعلمين في مدارسهم لا معنى له اصلاً، اولئك - بداهة- مرتبطون بطلابهم، فما معنى أن يبقوا في المدرسة يوقعون صباحاً، ثم يظلون ينظرون في وجوه بعضهم حتى نهاية الدوام، بينما فصولهم خالية من الطلاب الذين غادروا إلى اجازتهم فما الحكمة من بقائهم في مدرسة خالية من الطلاب؟!! ٭ من جانب آخر قرأت في ذات الصفحة من عكاظ عنواناً يقول: "تغيير اسئلة المدارس المتلاعبة بدرجات الطلاب في اختبارات الثانوية" وهي ملخص تصريح لوكيل وزارة التربية للتعليم الأهلي.. وهذه واحدة من الأشياء المدهشة كذلك، إذ الاجراء الطبيعي أن تعين الوزارة مديراً سعودياً من طرفها يكون مديراً للمدرسة الأهلية، وبهذا تكون قد سدت الباب على أية اشكالية قد تحدث من النوع الذي اشار إليه وكيل الوزارة. ٭ إن مدير المدرسة المنتدب من وزارة التربية بكل مدرسة أهلية هو صمام الأمان ، وأول مهامه التأكد من سلامة إجراءات الاختبارات وفق الأنظمة المعروفة.. وإذا كان ثقة أو بالأحرى يجب أن يتم اختياره بدقة، فما الداعي لأن تثير الوزارة مثل هذه المسائل التي لا تفيد الميدان التربوي في هذه الأوقات الحساسة من أيام العام الدراسي وهي أيام الاختبارات.. ثم أليست الثقة نفسها هي التي دفعت الوزارة لأن تتولى المدارس وضع اسئلتها بنفسها بدءاً من هذا العام.. ياوزارة التربية الثقة كلٌ لا يتجزأ..والتخطيط المبكر عنوان عريض لعمل مؤسسي يطمئن له الجميع، فهل الرسالة مفهومة؟!! بخيت الزهراني [email protected]