اعترض العلماء والدعاة في السعودية على ما جاء في منتدى خديجة بنت خويلد - والذي أقيم في جدة في الأيام الماضية - حيث كان الرفض لمضمون المنتدى وما وقع فيه من مخالفات شرعية ؛ كان آخر هذه الاعتراضات توقيع عدد من العلماء والدعاة على بيان يستنكرون فيه إقامة المنتدى بهذه الطريق التي تهين المرأة السعودية ، وتريد إخراجها وفق الطريقة الغربية . وقد سبق هذا البيان أحاديث لعدد من العلماء والدعاة في المملكة عن المنتدى ؛ كان من ضمنهم الشيخ عبدالرحمن البراك وصالح اللحيدان وعبدالله المطلق وناصر العمر وغيرهم من الدعاة والباحثين . إلا أن هذه الأحاديث كانت في نطاق دروسهم الخاصة أو في برامج الإفتاء التلفزيونية ؛ وجاءت - في الغالب - رداً على أسئلة الجمهور ، أو من خلال كتابة المقالات في الصحف الالكترونية ومواقع الانترنت ، إذ ترفض الصحف المحلية عادةً نشر مثل هذه المقالات المعارضة لتوجهاتها . ولم يقتصر الاعتراض على العلماء والدعاة فحسب ؛ بل شمل المفكرين والأكاديميين والمثقفين والمحامين ورجال الأعمال ، وشمل أيضاً عدد من الأكاديميات والمثقفات في السعودية . إلا أن هذه الاعتراضات قوبلت بالرفض من قبل التيار الليبرالي المتطرف في المملكة ، حيث شن عدد من الكتاب والصحفيين هجوماً على معارضي المنتدى - خاصة العلماء والدعاة - ووصفوهم بالتشدد والتطرف واتهموهم بمعاداة المرأة وأنهم ضد تقدم المرأة . وقد كشفت بعض التقارير خلال اليومين الماضيين حقيقة منتدى خديجة بنت خويلد وتورط منظمي المنتدى بعلاقات مشبوهة بجهات أجنبية واستعانتهم بهذه الجهات ودعمها لإقامة مثل هذه المنتديات ؛ يؤكد ذلك أن ما جاء في هذا المنتدى في الحقيقة مطالب غربية ، خاصة أن هذا المنتدى يعد من أحد وسائل الضغوط الغربية على المملكة . وكان ما سمي بمنتدى خديجة بنت خويلد قد أثار موجة من الاعتراضات والرفض من قبل المجتمع السعودي عموماً ؛ ونساء المملكة خصوصاً ؛ حيث تم الرد على هذا المنتدى بمؤتمر آخر مضاد له ، أقيم مؤخراً ؛ وكان تحت عنوان ( البيئة التشريعية والتنظيمية للعمل الجزئي والعمل عن بعد للمرأة في المملكة العربية السعودية ) والتي نظمها ( كرسي بحث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع بجامعة الملك سعود ) بالتعاون مع مجلس الغرف الصناعي وأقيم تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز وتم في هذا المؤتمر مناقشة عدد من المحاور فيما يتعلق بعمل المرأة ؛ منها العمل عن بعد والعمل الجزئي والعمل من المنزل كما تم مناقشة تهيئة فرص العمل للمرأة السعودية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية ومع أنظمة المملكة ؛ ويحقق الراحة ويلبي احتياجات المرأة السعودية . وقد لقي هذا المؤتمر ( الأخير) إقبالاً كبيراً من نساء المملكة ؛ من الطالبات والأكاديميات والموظفات وربات المنازل ، بل كان هنالك من تكبدت عناء السفر من جدة ، والمنطقة الشرقية و القصيم لحضور الندوة ، وأغلقت القاعة أبوابها لامتلائها تماماً عند بداية الجلسة الأولى مما يدل على اهتمام الفئة المستهدفة من نساء الوطن بالعمل عن بعد . كما تم توزيع استمارة استطلاع رأي للحاضرات تضمنت إبداء رأي المرأة السعودية في العمل عن بعد ، وبلغت نسبة المؤيدات له (96.66% ) ، في حين بلغت نسبة غير المؤيدات ( 1.6 %) ، وهي ذات النسبة أيضاً للنساء اللاتي كنَّ محايدات . وبلغت نسبة من يرغبن في ممارسة العمل عن بعد (86.66%) ، في حين بلغت نسبة من يرفضن ممارسة العمل عن بعد (8.33%) ، وبلغت نسبة النساء المحايدات (5% . ) .