طالبت عدد من سيدات الأعمال السعوديات مختلف الوزارات بإزالة المعوقات الكبيرة التي تواجه المرأة في المملكة لممارسة عملها باعتبارها تمثل 50%من مجتمعها وتملك القدرة على المساهمة بنجاح في دفع عجلة التنمية وزيادة الإنتاج ورفع معدلات النمو في الاقتصاد الوطني. جاء ذلك خلال ندوة (عمل المرأة وزيادة تنافسية الإنتاج) الذي نظمه مركز السيدة خديجة بنت خويلد في الغرفة التجارية الصناعية بجدة. وذلك بحضور الشيخ صالح بن علي التركي رئيس الغرفة، والدكتورة لمى السليمان رئيسة مركز السيدة خديجة بنت خويلد والسيدة/ نشوى طاهر والسيدة/ مضاوي الحسون عضوي مجلس الإدارة والدكتورة بسمة العمير المدير التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد. وشدد الشيخ صالح التركي في كلمته على ضرورة أن يكون للمرأة دور فاعل في مجتمعها وطالب أن ينظر لها بشكل شامل داخل مجتمعها ولا تكون النظرة جزئية. وأضاف: لا يختلف اثنان على أن البشر هم اساس التنمية في أي مجتمع. والمحرك الأساسي لتحقيق مستوى معيشي مميز يساعد الإنسان على العيش بحرية والتعبير عن رأيه بطلاقة، والدول التي حققت نسبة عالية من التنافسية تستخدم طاقتها البشرية كاملة (نساء ورجالاً) بحيث أصبحت المرأة تمثل نصف القوة العاملة. ويتابع: الأرقام تقول إن نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة بالسعودية لا تزيد على 14%، مما يعني أن 30%في مجتمعنا يعولون 70%حيث باتت نسبة مساهمة المرأة في مجتمعها ضعيفة جداً. 66%مؤهلات بلافائدة! وأكد رئيس غرفة جدة أن الوصول إلى التنافسية يتطلب أن يكون التوظيف حسب الكفاءة وليس الجنس، وتوسيع مشاركة المرأة الاقتصادية ودخولها في سوق العمل، وقد أكدت إستراتيجية وزارة العمل أن تكون معايير الحصول على الوظيفة هي الكفاءة فقط دون التمييز بين المرأة والرجل، وفي السلف الصالح قام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتعيين امرأة هي الشفاء بنت عبد الله على الحسبة في السوق، وعين أول امرأتين في السوق وبعد نجاح إحداهن في المدينة أرسلها إلى البصرة. وكشف أن الإحصاءات التي أعلنتها خطة وزارة العمل من 2005م إلى 2009م تؤكد أن حجم الخريجات في السعودية الإناث وصل إلى 56%مقابل 44%فقط من الرجال، وأن 93.6%من الخريجات لا يجدن عملاً في حين أن 66%منهن على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل، وهي مفارقة غريبة أن تكون المؤهلات من النساء لا يجدن عملاً في حين يكون عدد كبير من العاملين من الرجال غير مؤهلين. وشدد على أن مركز السيدة خديجة بنت خويلد أخذ على عاتقه منذ إنشائه في الغرفة التجارية بجدة أن يكون منهجه هو إزالة المعوقات أمام المرأة العاملة أو صاحبات الأعمال، وتأهيل بيئة عمل لها يناسب عمل المرأة. التدريب اولا من جانبها أكدت الدكتورة بسمة العمير المدير التنفيذي لمركز السيدة خديجة بنت خويلد أن المركز تأسس بدعم من الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز (يرحمه الله) أمير منطقة مكةالمكرمة، عندما تكونت لجنة برئاسة الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز أوصت بإنشاء المركز، وأخذ اسم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وركز في البداية على التدريب قبل أن يتحول إلى محرك أساسي لإزالة العقبات أمام المرأة في جدة بإداراته الثلاث خدمة العملاء - المشاريع والتطوير - وإدارة الملفات الحكومية) والتي تمثل حلقة متصلة. وأشارت أن استطلاعاً أخيراً للرأي أقيم على عينة من 697مشاركاً من مدينة جدة كشف أن 78%من الإناث لا يعملان وهو ما يعني أن نصف ثروتنا البشرية معطلة، وأتفق 94%من المشاركين على ضرورة أن يكون للمرأة دور في صناعة القرار في مجتمعها، كما اتفق 84%على ضرورة أن تصنع القرار على صعيد الوطن، واكتشفنا من خلال الدراسة أن أغلب الذي يدعمون قضايا المرأة من كبار السن، لذلك ركزنا على الشباب في دعم المرأة من خلال الجامعات والمدارس. وقال: كان من بين إنجازات مركز السيدة خديجة بنت خويلد خلال العام الماضي إقامة منتدى وطني بعنوان (واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية) برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز والذي شهد مشاركة غير مسبوقة حيث تجاوز الحضور 1200مشاركة، وناقش 4محاور وخرجنا منه ب 8توصيات كان أهمها إنشاء هيئة عمل متصلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) لإخراج برامج اقتصادية واجتماعية لإحداث نقلة نوعية في المجتمع، وإشراك المرأة في جميع مراحل التخطيط، وتفسير الضوابط الشرعية فيما يخص عمل المرأة مع الأخذ في الاعتبار وسطية الدين الإسلامي وإنشاء قاعدة بيانات للمرأة المسلمة وبقية التوصيات، وتم رفعها جميعها إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ووزير الاقتصاد ومناقشتها مع وزير العمل. وشددت الدكتورة نشوى طاهر على ضرورة القضاء على العقبات الكبيرة التي تواجه المرأة والتي يأتي في مقدمتها أن أغلب الوزارات لم تنشئ حتى الآن أقساماً نسائية، كما تواجه المرأة صعوبات في محلات بيع المستلزمات النسائية فرغم صدور القرار إلا أن الاشتراطات الكبيرة التي وضعت معه تعيق تنفيذه. دراسات لحل المشاكل وأشارت الدكتورة لمى السليمان إلى الدور الكبير على الصعيد الخارجي والداخلي الذي لعبه مركز السيدة خديجة بنت خويلد، حيث قدم أوراق عمل في عدد من المنتديات العالمية، كما تواصل محلياً من خلال فتح (نادي الشابات) الذي يهتم بتوظيفهن وتدريبهن. وقالت: لقد أكدت المرأة نجاحها في كل المناصب التي أوكلت إليها، وأثبتت الدراسات التي أجريت عبر الغرفة التجارية أننا في طريقنا إلى تلافي الكثير من المشاكل، حيث نقيم هذه الدراسات من أجل البحث عن حل وليس من أجل استعراض العقبات.