إذا أحب المرء أمراً، فإنه لن يحب «النسخة المُقلّدة» منه، لأنها تمس جمال الأصل. والعكس صحيح، فإذا لم يحب المرء أمراً، فمن الطبيعي أنه لن يحب النسخة المُقلّدة منه. ربما تنطبق هذه النظرية على أولئك المجتهدين «غير الرسميين» الذين يخالفون القانون السعودي، بممارساتهم ومشيهم في الأسواق والأماكن العامة، وتدخلهم في ما لا يعنيهم. في دراسة نشرتها مجلة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عددها الأول، توصلت إلى أن 72 في المئة من العينة لا يرون جهاز الهيئة «ذا أهمية»، ووجدت أيضاً أن ربع العينة يتجنبون التعامل مع رجال الهيئة، وسواء كانت هذه الدراسة تلمس الواقع أم لا، فإنها تعطي انطباعاً واضحاً عن نفور الناس من المجتهدين غير الرسميين من باب أولى، كونهم لا يمثلون القانون أو المجتمع. أحد الأسباب التي تجعل من المجتهدين فئة غير مرحب بها تلك الشعارات والعبارات والأساليب المنفرة، من ترديد أسطوانة الموت، ووصف تفاصيل نار الآخرة، وكلاليب الصراط المستقيم... والقائمة تطول. فضلاً عن ذلك، الأسلوب ذو الجهة الواحدة، فلا مكان للنقاش معهم، وإنما هي الإملاءات ثم الإملاءات، ثم المضي إلى أقوام آخرين في أماكن أخرى. في الحلقة الثانية (الأخيرة) من الملف الذي تفتحه «الحياة»، أكد قانونيون أن فعل الاحتساب لغير رجال الهيئة يخرق القانون السعودي، خصوصاً أن الدولة وضعت جهازاً خاصاً لممارسة هذا الدور. الحياة