لكل مغترب انطباع عن البلد الذي يعيش فيه، ومن الطبيعي أن تمتزج الانطباعات بين ما هو سيىء وآخر مشرق، إلا أن الجميل في بلاد الغربة «إن صح التعبير» أن تطغى الإيجابيات على نظيرتها حيث يقيم ويعمل المرء. والدكتور عبد الرزاق السباعي استشاري تخدير وإنعاش في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض، يروي تجربته الطبية في المملكة على مدى السنوات الخمس الماضية، مبديا راحته للعيش في المملكة، والعمل في مؤسساتها، التي يعتبرها من أولويات حياته. ولا يرى السباعي أنه يعيش في غربة، لأن شعب المملكة يحيطونه بكل مشاعر الود والاحترام.. لتذوب مشاعر الغربة وتحدثت عكاظ إلى الدكتور السباعي ليروي تجربته العملية والاجتماعية. • كيف كانت بداياتك في العمل، خصوصا وأنك في وسط جديد؟ • ليس مبالغة إن قلت لك أنني لم أشعر بالغربة منذ اللحظة الأولى لوصولي مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وما زلت أذكر الاستقبال الرائع الذي حظيت به عندما قدمت للمملكة من ممثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومحاولتهم توفير ما هو ضروري ومريح، واتصال أغلب زملاء العمل بي بعد وصولي مباشرة إلى مكان إقامتي مرحبين بي ودعوتهم لي على الغداء في اليوم التالي مما أكسبني شعورا سريعا بالاستقرار والاندماج بينهم في مجتمعي الجديد. فالمجتمع في المملكة مجتمع واضح غير معقد، ويبدي لك الود والاحترام، كما أن وجود عدد لا بأس به من أبناء الجالية السورية كان عاملا مريحا بالنسبة لي. بالإضافة للعلاقة الطيبة والصادقة التي يحيطنا بها إخوتنا السعوديون ممن حولنا وأخص هنا بذلك إخوتي من الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين الذين عملت أو ما زلت أعمل معهم حتى الآن. مما يشعرني أنني حقيقة في وطني وبين أهلي وهذا ما يبعد عنا إحساس الاغتراب، ولا أقول غربة وإنما اغتراب لأنني وبحق لا أشعر بغربة وإن كان اغترابي أمرا واقعا. •حدثنا عن تجربتك الطبية في المملكة ؟ • رغم تجربتي المتواضعة في المملكة، حيث لا تتجاوز السنوات الخمس إلا أنها كانت ثرية بالخبرات المكتسبة لتنوعها وغناها بين مؤسستين طبيتين كبيرتين هما مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة، ومدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض. • وماذا عن الحياة الاجتماعية ؟ • بالطبع من يعيش في مدينتين مثل جدةوالرياض، سيكون غارقا في المحيط الاجتماعي الواسع، إذ تتيح لك هاتان المدينتان العملاقتان الاحتكاك مع أكبر شريحة اجتماعية من كل الدول والمجتمعات، فضلا عن الخبرات الطبية. • خلال عملك في المملكة كيف ترى الاهتمام بالجانب الصحي؟ • حقيقة أنا من الأشخاص الذين طالما يتحدثون بإعجاب عن نهج المملكة الطبي، وسعيها إلى إرساء وإنشاء منظومة طبية متكاملة سواء كان ذلك على صعيد الطواقم الطبية البشرية الخبيرة والمدربة واعتمادها مبدأ ممارسة الطب المبني على البراهين والتعليم الطبي المستمر للكوادر العاملة، أم على صعيد الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة وسعي المملكة الدؤوب إلى مد مؤسساتها ومراكزها الصحية بأحدث الأجهزة وأفضل التقنية الطبية المتقدمة وعلى مستوى العالم. • أنت كمغترب، دخلت إلى مجتمع جديد فما هي العقبات التي واجهتها؟ • على الرغم من استحالة غياب مثل تلك العقبات عند أي شخص ينتقل للعيش والعمل في مجتمع ومكان عمل جديد إلا أنني بشكل عام اعتبرها مقبولة، وكان ذلك بطبيعة الحال يحتاج إلى بعض الوقت لتذليل تلك العقبات والصعوبات، مثل روتين ومراجعة إصدار الإقامة، ورخصة القيادة والتي كانت تشكل مشكلة حقيقية لي بوجود عائلتي معي وفي ظل غياب وسائل النقل العامة مع طول المسافات بين مدن المملكة.