تدخل تجارة التمور في السعودية منعطفاً جديداً مع اقتراب تدشين بورصة التمور الإلكترونية التي ستزيد من حجم التجارة التي تقدر بأكثر من ملياري ريال حالياً، لتدخل مرحلة أكبر من الإنتاج والتسويق، بعد أن استحدث منظمو مهرجان عنيزة الدولي السادس للتمور 2010، أول سوق إلكترونية فورية ومباشرة للتمور في العالم، ما مكّن 17 متعاملاً من روسيا من الدخول في المزادات للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، نفذوا 26 عملية احتوت على 700 كيلوغرام من أجود أنواع السكرية الصفراء. وكان اللافت في الأمر أن هذه المشتريات تمت على الرغم من أن تكلفة شحن هذه الكميات من القصيم إلى موسكو فاقت تكلفة شرائها بأربعة أضعاف، وهو ما دعى وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ليوجه في حديث نشر في جريدة "الرياض" السعودية الثلاثاء الماضي إلى تقييم تجربة أول سوق إلكترونية للتمور في العالم التي أطلقها مهرجان عنيزة الدولي السادس للتمور أخيراً، بعد نجاح التجربة في فتح أسواق إقليمية وعالمية جديدة للتمور السعودية وتدشين بورصة التمر العالمية الإلكترونية. وسيشمل التقييم مدى إقبال المتعاملين عبر هذا السوق والكميات المباعة والنسبة الإجمالية للمبيعات، والعوائق التي واجهت التجربة، والطموحات المستقبلية لهذا المشروع، بهدف إعداد دراسة شاملة ووافية تمهيداً لدعم وتعميم التجربة. مشاكل في طريق المشروع يعمل حالياً فريق مكون من مجموعة من تجار التمور بالتعاون مع الغرف التجارية السعودية في وضع اللمسات الأخيرة على توسيع السوق الإلكترونية للبيع بالتزامن مع إنشاء البورصة الإلكترونية للتمور، ولكن العمل لا يتوقع أن ينجز خلال الفترة الحالية وسيحتاج إلى بعض الوقت لتجاوز المصاعب التي يواجهونها. ويؤكد العضو المؤسس للتجارة الإلكترونية والبورصة الإلكترونية للتمور عبدالعزيز التويجري، وهو أيضاً مالك إحدى أكبر شركات بيع التمور في السعودية، أن السوق الإلكترونية للتمر مهمة ومطلوبة، ولكن مازال الوقت مبكراً للحديث عن البورصة الإلكترونية، لأن البورصة تعني التعامل مع تجارة التمور من خلال نظام خاص بها ونحن لا نملك هذا النظام حتى الآن، ولا نملك المواصفات القياسية للتمرة". ويرى التويجري أن هناك صعوبات كبيرة أمام مشروعهم الناشئ، وهي صعوبات ستعيق انطلاقة المشروع بعض الوقت. ويقول: "أمام تجارة التمور تحديات كبيرة، فالتمر هو الثمرة الوطنية الوحيدة في السعودية فنحن لا ننتج الفواكه ولا القمح ولا الأرز، ولكن لدينا التمر، لذا يجب أن نطور تجارته بعد أن نجحنا في الاكتفاء الذاتي وبتنا نصدر 30% من إنتاجنا، ولكي نتوسع في التصدير لا يمكن الاعتماد على ذات الأسلوب القديم في التصدير بل نحتاج لسوق إلكترونية موسعة". دعم لوجستي لعملية تجارية ويأمل رئيس لجنة التمور في القصيم سلطان الثنيان أن يكون للسوق الإلكترونية المزمع توسيع نشاطها دوراً أكبر في تسويق التمور عالمياً وزيادة مبيعاتها، ويقول في حديثه ل"العربية.نت": "ستسهم السوق الإلكترونية في ترويج التمور عالمياً، فهذه السوق لها طابع العالمية وهذا ما نأمل بالوصول إليه". ويشدّد الثنيان، وهو رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الكبيرة في مجال بيع التمور، على أهمية تجاوز العقبات التي ستقف أمام نجاح السوق الجديدة وأهمها تحديد المواصفات القياسية للتمرة حتى يمكن بيعها عن بعد، ويقول: "قد لا نكون مستعدين من ناحية المواصفات القياسية للتمرة، وهذا الأمر بحاجة لدعم كامل من الجميع وتقوية البنية التحتية". ويتابع:" للأسف المواصفات مازالت غير محددة من ناحية الوزن وعدد التمرات في الكيلوغرام الواحد واللون ونسبة السكريات والكربوهيدرات في التمرة الواحدة كل هذه عوامل لها تأثيرها المهم. وقد يتعرض المستهلك للغش في هذا الجانب وهو يفحص التمر بنفسه، فما بالك وهو يشتري عن بُعد, يجب أن تكون المواصفات محددة بدقة". 252 مليون دولار في 50 يوماً وقد تطورت تجارة التمور في السعودية في السنوات الأخيرة بشكل لافت، بعد قيام مزارعي منطقة القصيم وتجارها بتنظيم مهرجان سنوي في مدينتي بريدة وعنيزة. وتشهد مهرجانات التمور في السعودية إقبالاً كبيراً من التجار والمتسوقين وبلغت قيمة تداولات التمور في مهرجان بريدة للتمور خلال 50 يوماً 950 مليون ريال (قرابة 252 مليون دولار أمريكي) من خلال تداولات يومية وصلت إلى 25 مليون ريال كأعلى قيمة تسجل في اليوم الواحد، في حين بلغ متوسط البيع اليومي قرابة 19 مليون ريال. كما وفر المهرجان أكثر من 3000 فرصة عمل لأبناء المنطقة رغم أن عمليات البيع في المهرجان لا تمثل إلا نحو 40% من مجمل عمليات البيع التي تتم في بريدة المشهورة بأجود أنواع التمور. وتنتج السعودية أكثر من 400 نوع من التمور تتنافس من خلالها المناطق في تسويق الأنواع التي لديها، وشهد هذا العام تغيراً في المعادلة مع نجاح مزارع القصيم في زراعة التمر (البرحي) الذي تتميز به المنطقة الشرقية ودخول أنواع جديدة كالمجدول الذي تم استيراد بذوره من أمريكا لتنجح عملية زراعته في القصيم أيضاً. العربية نت إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل