نفى وسيط الحوار بين الدولة والجماعة الليبية المقاتلة الشيخ الدكتور علي الصلابي أن تكون الزيارة التي قام بها الشيخ الدكتور عائض القرني، إلى ليبيا، لها علاقة بدعم مشروع الحوار بين السلطات والجماعة الإسلامية المقاتلة، كما تناقلت وكالات أنباء ووسائل إعلامية. وقال المفكر والكاتب المعروف الصلابي، أن القرني ألقى محاضرة عامة فقط في أحد السجون الليبية، ضمن برنامجه المكتظ خلال الزيارة. وكانت وكالات أنباء نشرت أن الزيارة التي سيقوم بها الشيخ القرني والتي بدأت يوم الخميس الماضي، واستمرت أربعة أيام، تأتي ضمن مشروع نجل الرئيس الليبي سيف الإسلام القذافي للحوار والمصالحة مع الجماعات الليبية المسلحة، وذلك بعد زيارة مماثلة قام بها الشيخ الدكتور سلمان العودة رافقه خلالها الشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري إلى ليبيا، التقوا فيها معتقلي الجماعة المقاتلة في السجون، لمناقشة أمر المراجعات التي قامت بها الجماعة. فيما أشار الصلابي، إلى أن موضوع الحوارات مع الجماعات المسلحة الليبية «شبه منتهٍ» مضيفاً «من قام بالحوارات الفعلية هم قادة الجماعة الستة الذين قاموا بإعداد كتاب «دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس»، الذي تم إطلاقه خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي». وكانت الجماعة قامت بإرسال الكتاب لعدد من المشائخ قبل نشره لإبداء الرأي من بينهم الشيخ سلمان العودة والشيخ يوسف القرضاوي والدكتور احمد الريسوني من المغرب. وفي هذا الصدد يقول الصلابي: «راجع الشيخ العودة ومشايخ آخرون الكتاب، وهل هو منسجم مع الكتاب والسنة، أما المحاضرات في السجون فهي عامة وغير مقيدة وأنا لا أريد أن أظلم هؤلاء الستة في الجهد الذي بذلوه في الاعتراف بالأخطاء التي وقعوا فيها ثم بعد ذلك يهمشون، وكأن العمل قام به آخرون فهذا ظلم فادح ومغاير للحقيقة»، مستدركاً «حين خرج المشائخ من السجن؛ قاموا بزيارة الشيخ العودة، وجرى نقاش بينهم. كما أتيحت له زيارة سجن بو سليم وكانت المحاضرة عامة والأسئلة جلها عامة عن مستقبل الأمة والصراعات». يذكر أن كتاب المراجعات قام بإعداده عدد من قادة الجماعة المقاتلة؛ هم: سامي مصطفى الساعدي وشهرته «أبو المنذر الساعدي»، وهو المسؤول الشرعي في الجماعة، وعبد الحكيم الخويلدي بالحاج وشهرته «أبو عبدالله الصادق» وهو أمير الجماعة، ومفتاح المبروك الذوادي وشهرته «الشيخ عبد الغفار»، وعبد الوهاب محمد قايد «إدريس» وهو الشقيق الأكبر ل«الشيخ حسن قايد» المعروف ب«أبو يحيى الليبي» المسؤول الشرعي في تنظيم القاعدة، ومصطفى الصيد قنيفيد «الزبير» المسؤول العسكري للجماعة، وخالد محمد الشريف وشهرته «أبو حازم» وهو نائب أمير الجماعة. وكانت السلطات الليبية أفرجت خلال شهر آذار (مارس) الماضي عن ثلاثة من قيادي الجماعة المتراجعين، هم عبد الحكيم بلحاج (أمير التنظيم)، وسامي السعدي (المسؤول الشرعي)، وخالد الشريف (القائد العسكري والأمني للجماعة). فيما أكد الصلابي أن المستقبل القريب سيشهد الإفراج عن الثلاثة البقية «وهم القائمون بالحوارات والمحاضرات والدراسات داخل السجون، فهم العمود الفقري في الحوار مع المئات من الشباب، وهم من يقودون الحوارات الفعلية». وأضاف «شاركت في الحوار مع الستة، لأكثر من ثلاثة أعوام، ومن خلال أكثر من 60 جلسة، تتضمن كل جلسة ثلاث إلى أربع ساعات، للوصول إلى منهجية يتفق عليها الجميع ثم بعد ذلك تتم مناقشتها مع الشباب، وهي الكتاب الذي خرجت فيه المراجعات». ونتج من الحوارات الإفراج عن 700 من أفراد التنظيم تبقى منهم، بحسب الصلابي، 400 في السجون. ويتوقع في الأيام المقبلة أن تكون هناك دفعة جديدة من المفرج عنهم، تجهز الآن للخروج.