اتهمت منى، ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بقتل زوجها أشرف مروان عام 2007 في لندن، وذلك قبيل التحقيق الذي ستجريه السلطات البريطانية حول ملابسات سقوطه من شرفة منزله وسط العاصمة البريطانية. وقالت منى في مقابلة مع صحيفة (أوبزيرفر) الأحد إن زوجها أشرف، مدير الاتصالات الأسبق في مكتب الرئيس المصري الراحل أنور السادات، كان يعتقد أن حياته في خطر في الأيام التي سبقت وفاته صيف العام 2007، واكتشفت بعد مصرعه أن نسخة مخطوطة مذكراته، التي هددت بفضح أسرار أجهزة الاستخبارات في الشرق الأوسط، اختفت من رفوف مكتبته. وأضافت منى إن زوجها أسرّ لها قبل تسعة أيام من سقوط من شرفة منزله بلندن في ظروف غامضة، أن عناصر تصفية كانت تطارده، وأن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي قتله، وتتوقع أن تكون شاهدة في التحقيق القضائي حول أسباب وفاته الذي سيبدأ جلساته الاثنين. وأشارت إلى أن مروان أبلغها ثلاث مرات قبل أربع سنوات من وفاته بأن حياته في خطر، وأنه قد يتعرض للقتل ولديه الكثير من الأعداء وأنهم قادمون إليه، وقُتل على يد الموساد. وعُثر على أشرف مروان (63 عاماً) ميتاً على الرصيف تحت شقته الفاخرة في حي كارلتون هاوس القريب من ساحة الطرف الأغر وسط العاصمة البريطانية لندن في حزيران/ يونيو 2007، وأعلن شاهد واحد على الأقل أنه شاهد رجلين يحملان ملامح شرق أوسطية في شرفة شقته الواقعة في الدور الخامس بعد ثوان معدودة من سقوطه منها. وتواترت شائعات كثيرة بعد وفاة مروان حول حياته السرية والدور الذي لعبه في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973 بين إسرائيل ومصر وسوريا، وأعلن عملاء الموساد بأن مروان كان جاسوسهم البطل في قلب الحكومة المصرية، لكن الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء إيلي زيرا ألمحا بأنه كان عميلاً مزدوجاً غذى الإسرائيليين بمعلومات مضللة، وفقاً لما أوردته الصحيفة. وذكرت منى عبد الناصر أن مخاوفها وصلت إلى أوجها حين قضت محكمة إسرائيلية بأن اللواء إيلي زيرا الذي ترأس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب 1973، كشف هوية مروان بأنه جاسوس إسرائيلي، لكن حياتهما معاً شهدت الكثير من الحالات الخطرة، وكان مروان عازماً على الاستمرار بشكل طبيعي. وحول دور زوجها المزعوم في حرب عام 1973، اعترفت منى بأنها واجهت زوجها في عام 2003، لكنه نفى أن يكون لديه أي اتصال مباشر مع عملاء الموساد. وقالت إن والدها الرئيس الراحل عبد الناصر كلّف زوجها القيام بمهام في دول أجنبية، لكنه مروان رفض إعطائها أي معلومات عنها لاعتقاده بأن ذلك سيضعها رهن الخطر. وانتقدت منى التحقيق الذي أجرته الشرطة البريطانية حول ملابسات وفاة زوجها ووصفته بالمهمل، وقالت إن ضباط التحقيق فقدوا حذاء مروان الذي كان من شأنه أن يقدم دليل الحمض النووي لإثبات ما إذا كان قُتل أو قفز من شرفة شقته. وأضافت إن التحقيق كان خدعة ومهملاً للغاية، لأن رجال الشرطة لم يطوقوا المنطقة بشكل صحيح ولم يأخذوا بصمات الأصابع، وأضاعوا الحذاء الذي كان ينتعله زوجها عندما توفي، وهذه كلها تشكل معلومات في غاية الأهمية. وكان مروان انتقل مع عائلته للعيش في لندن بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981.