لندن - أ ب - قالت محكمة بريطانية تُحقق في وفاة رجل الأعمال المصري المعروف أشرف مروان عام 2007، إن وفاته تبقى بلا تفسير، وإن ليس لديها أدلة تدعم نظرية الانتحار أو نظرية القتل غير المشروع. وكان أشرف مروان (63 سنة) سقط من على شرفة شقته في حي راق بوسط لندن في حزيران (يونيو) 2007. وعقدت محكمة بريطانية مختصة بتحديد ظروف الوفاة جلسات هذا الأسبوع للبت في ملابسات وفاته وهل نتجت من الانتحار أو نتيجة حادث عرضي أو نتيجة فعل مدبّر. وقال رئيس المحكمة ويليام دولمان أمس إنه قرر أن يُصدر «حكماً مفتوحاً» على الاحتمالات المختلفة، مُقراً بالتالي بأنه لم يستطع تحديد سبب الوفاة. وقال إنه لم يحصل على أدلة تؤكد انتحاره أو وفاته نتيجة جريمة قتل. وتابع أمام المحكمة: «ببساطة، ليست لدينا الحقائق، على رغم التحقيق الدقيق». وزاد: «هناك الكثير من الأسئلة التي لا جواب عنها». وقال: «هل قفز أو سقط؟ الأدلة هنا لا توفّر جواباً واضحاً». وقال دولمان إن المزاعم في شأن وفاة مروان تتعلق ب «عالم التجسس الغامض والسري». لكنه زاد: «علينا أن نُحدد أنفسنا بالحقائق التي تُكشف ولا ندخل في عالم التكهنات». وتعقد محاكم تحديد الوفيات في بريطانيا كلما حصلت وفاة غير متوقعة أو نتيجة أسباب عنيفة أو غير معروفة. والهدف منها تحديد الحقائق المتعلقة بظروف الوفاة، لا توجيه اللوم إلى أشخاص بعينهم. وأشرف مروان متزوج من كريمة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وكان مساعداً موثوقاً به للرئيس الراحل أنور السادات. واتهم مؤرخون وعملاء لأجهزة استخبارات أشرف مروان بأنه عمل جاسوساً مرر معلومات لإسرائيل عن هجوم يوم الغفران عام 1973، أو أنه كان في الحقيقة جاسوساً مزدوجاً مرر للإسرائيليين معلومات مغلوطة لمصلحة مصر. واستمعت المحكمة على مدى يومين إلى شهادات من أصدقاء مروان وأفراد عائلته وشركاء تجاريين. وقالت منى عبدالناصر، أرملة الراحل، للمحكمة إن زوجها لم يتحدث يوماً عن الانتحار، لكنه عبّر عن مخاوف من أنه قد يتعرّض للقتل. وهي كررت أمس أمام الصحافيين خارج المحكمة أنها ما زالت تعتقد انه قُتل. وقالت: «ستظهر الحقيقة ... ما زالوا يكتشفون اليوم أشياء تتعلق بتوت عنخ امون». وقالت إنها ترحّب بقرار رئيس المحكمة إن زوجها لم يقتل نفسه لأنه كان سيعتبر الانتحار أمراً مخجلاً. وقالت إنه لم يكن ليهدأ في قبره لو قيل إنه انتحر. وورد إسم أشرف مروان في العام 2002 في كتاب للمؤرخ الإسرائيلي آرون بريغمان بوصفه جاسوساً قدّم لإسرائيل معلومات عن هجوم «يوم الغفران» عام 1973. لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت لاحقاً إنه كان في الحقيقة عميلاً مزدوجاً قدّم للإسرائيليين معلومات مغلوطة عن الحرب التي شنتها مصر وسورية في يوم العطلة لدى اليهود في يوم الغفران. وكرّمت الدولة المصرية أشرف مروان لدوره في الحرب. وحضر جنازته في القاهرة عام 2007 مسؤولون كبار بينهم جمال مبارك نجل الرئيس المصري.