في الفترة ما بين حفل سحب قرعة نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا وموعد انطلاق منافسات الجولة الأولى للبطولة، ركزت وسائل الاعلام بصورة مكثفة على حرب اعلامية جمعت مابين سحرة ومشعوذين في كل من البيرو والكاميرون اللذين أوقعت القرعة منتخبيهما في المجموعة الأولى الى جانب ايطاليا التي توجت باللقب في ما بعد وبولندا التي جاءت ثالثة. دارت رحى الحرب طوال هذه الفترة على شكل تصريحات متبادلة كانت تتناقلها وسائل الاعلام المحلية في البلدين قبل ان تتلقفها وكالات الأنباء لتحولها الى مادة خبرية رائجة في صحف العالم. كان من بين هذه التصريحات وعود أطلقها سحرة البيرو بأن السحر الذي أعدوه سيمكن فريقهم من سحق المنتخب الكاميروني وان البيرو ستخرج من المباراة منتصرة بنتيجة تاريخية. في المقابل، ظهر مشعوذ كاميروني معروف ليؤكد بأن منتخب بلاده سيهزم البيرو بكم كبير من الأهداف بعد ان تمكن من تجهيز سحر يجعل حارس مرمى البيرو لا يتمكن من مشاهدة الكرات التي يسددها لاعبو الكاميرون نحو مرماه. ومصداقاً للآية الكريمة من سورة طه {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، أخفق مشعوذو وسحرة البيرو والكاميرون في تنفيذ ما وعدوا به وشاءت الارادة الالهية ان تنتهي المباراة بالتعادل السلبي ربما حتى لا ينسب أحد السحرة أي هدف يحرزه فريقه لدجله وسحره. على صعيد التوقعات، يعتبر الجوهرة البرازيلية السوداء بيليه أكثر الوجوه المألوفة في كأس العالم التي تدلي بتوقعاتها حول مسار البطولة وهوية البطل غير ان بيليه لاعب القرن الماضي مشاركة مع مارادونا وصاحب التاريخ الحافل في كأس العالم كان غالباً ما يخفق في توقعاته التي كثيراً ما تحولت الى مادة للتندر خاصة بعد ان رشح منتخب كولومبيا لاحراز كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدة قبل ان يودع الكولومبيون البطولة من دورها الأول. في مونديال جنوب أفريقيا الحالي، راجت التوقعات كالعادة غير ان الجديد كان لجوء الألمان لأسلوب غير تقليدي بالاعتماد على اخطبوط صغير أطلق عليه اسم «بول» كان يتوقع الفائز في المباريات الهامة من خلال قيامه بفتح الصندوق الذي يحمل علم المنتخب الفائز. ونجح «بول» في الوصول الى التوقع الصحيح لاكثر من مرة أبرزها فوز المنتخب الألماني على انجلترا في دور ال16 وعلى الأرجنتين في الدور ربع النهائي وخسارتها امام صربيا في الدور الأول وأمام اسبانيا في نصف النهائي. وأخيرا، أعلن القائمون على رعاية «أخطبوط التوقعات» بول أنه توقع بأن المنتخب الاسباني سيحرز كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بعد ان يتغلب على المنتخب الهولندي بطل أوربا في المباراة النهائية التي تجمعهما الليلة في جوهانسبورغ. ولأن البطولة في أفريقيا، فلابد ان يدخل سحرة ومشعوذو القارة السمراء على الخط ويدلوا بدلوهم ويعلنوا ان هولندا ستكون بطل العالم الجديد. قبل لقاء الليلة الصاخب، وعلى الورق، تتفوق اسبانيا على هولندا بكونها بطل القارة التي تضمهما معاً كما ان عدد النجوم اللامعة والمنسجمة مع بعضها البعض في منتخب الماتادور يفوق عددهم في منتخب الطواحين. وما بين توقعات «الاخطبوط بول» ومشعوذو أفريقيا بتفوق هولندا وأفضلية اسبانيا الفنية سيكون ستاد سوكر سيتي مسرحاً لنهائي لن يكون تقليدياً، على الأقل لان فريقاً من الاثنين سيتوج باللقب لأول مرة في تاريخ البطولة. بول مطلوب في أسبانيا قدم رجال أعمال في أسبانيا عرضا لشراء الأخطبوط «العراف» بول صاحب الشهرة العالمية، مقابل 30 ألف يورو (38 ألف دولار)، حسبما أفادت وسائل اعلام. ويقام مهرجان سنوي في أغسطس للحيوانات الرخوية في قرية كاربايينو بالقرب من أورينسي في شمال غرب أسبانيا. واقترح كارلوس مونتيس، عمدة كاربايينو، فكرة جلب الأخطبوط بول ليكون بمثابة التميمة في هذا المهرجان حيث سيلعب دورا كبيرا في جذب الزائرين. ويعيش الأخطبوط بول حاليا في حوض بمتحف الحياة البحرية في مدينة أوبرهاوزن الألمانية.