أنفض سامر كأس العالم بانتهاء المباريات وفوز أسبانيا بالكأس لأول مرة الذي سيخلد اسمها في سجلات تاريخ كرة القدم . ربما كان الكثيرون يتوقعون فوز ألمانيا التي نالت المركز الثالث والبعض كان يراهن على هولندا بعد أن وصلت للدور النهائي ، لكن عراف من نوع آخر – غير بني البشر - أكد أن الفوز من نصيب أسبانيا وهو ماتحقق فعلاً رغم أنه مجرد (أخطبوط) اسمه بول !! فقد صدقت نبؤته وهو مايردده الجميع. وصلت شهرة الأخبوط إلى أنه أصبح أيقونة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وحقق شهرة واسعة بتوقعاته الصائبة، ورصدت الشركات التجارية في كاربايينو 30 ألف يورو لشراء بول، وقال مانويل باثو مدير إحدى شركات الصيد : " لا نريد أن نأكل بول ". وبعد أن فازت أسبانيا كما توقع فقد نال اهتماماً خاصاً من الأسبان لدرجة أن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أبدى استعداده لإرسال فريق لحمايته نظرا لأنه ليس سعيدا للغاية بردود أفعال الألمان إزاء تنبؤاته بخروجهم أمام أسبانيا في دور نصف النهائي ، وقد قدم رجال أعمال في أسبانيا عرضا لشراء الأخطبوط "العراف" بول صاحب الشهرة العالمية مقابل 30 ألف يورو (38 ألف دولار) حسبما أفادت وسائل الإعلام. ويقام مهرجان سنوي في أغسطس للحيوانات الرخوية في قرية كاربايينو بالقرب من أورينسي في شمال غرب أسبانيا. واقترح كارلوس مونتيس عمدة كاربايينو فكرة جلب الأخطبوط بول ليكون بمثابة التميمة في هذا المهرجان حيث سيلعب دورا كبيرا في جذب الزائرين. وفي حالة رفض مسؤولي متحف الحياة البحرية في أوبرهاوزن فكرة بيع بول يأمل رجال الأعمال في الحصول على بول على سبيل الإعارة للمشاركة فقط في المهرجان الذي تقام فعالياته في الثامن من أغسطس المقبل.. ويعيش الأخطبوط بول حاليا في حوض بمتحف الحياة البحرية في مدينة أوبرهاوزن الألمانية، وقيل أنه سيتقاعد قريباً! وفي السعودية تحول الأخطبوط إلى موضوع نكتة وتندر في الأوساط الرياضية وخاصة الشباب. واختياري له كموضوع لمقالتي ليس لانبهاري بنجوميته ولكن لأن كثيراً من الناس تأثر به فعلاً وحتى بعض العرب والمسلمين فإنهم يصدقونه تماماً!! وهو أمر غريب لاأستسيغه من مسلم يعرف أن علم الغيب والمستقبل أمر لايعلمه إلا الله وحده، ولو كان الأمر على سبيل التسلية لربما وجدنا لهم بعض العذر لكن أن يكون لديهم اعتقاد جازم بصدقه فهي تحتاج إلى وقفة لمراجعة النفس لكل من لديه هذه الفكرة فإنه ينضم لمن يؤمن بالأبراج والتنجيم أو قراءة الفنجان والكف وغيرها. وإذا كان العالم المتقدم الذي وصل لسطح القمر عطل عقله وسلم أمره لكائن لاعقل له فنحن كمسلمين لاينبغي أن نقلدهم.. وأقول للجميع: كذب الأخطبوط ولو صدق.