- عبد العزيز المنيع - أوضح أستاذ التعليم العالي في جامعة القرويين في المغرب الدكتور إدريس الفاسي الفهري أن المملكة المغربية استفادت من تجربة المملكة العربية السعودية في تطبيق الشريعة الإسلامية، واتخاذ الشرع الإسلامي دستوراً في أحكامها وتشريعاتها. وقال الفهري، خلال محاضرة ألقاها بعنوان «الاجتهاد القضائي وفقه العمل»، التي استضافتها غرفة الأحساء مساء أمس الأول في مقرها بالتعاون مع نادي الأحساء الأدبي، وأدارها رئيس لجنة المحامين في الغرفة الدكتور يوسف الجبر: إن تطبيق الشريعة الإسلامية في السعودية ليس تجربة بقدر ما هو منهج عمل وحياة شرعي قامت عليه وطبقته في كافة المجالات، داعياً الأمة الإسلامية إلى الحذو حذوها. وبين أن الاجتهاد القضائي عبارة عن بذل الجهد في استنباط الأحكام من أدلتها بالنظر المؤدي إليها، مشيرا إلى أنه قد يقوم فقيه بالاجتهاد فيكون اجتهادا فقهيا، أو يقوم به قاض عند النظر في نزاع معروض عليه فيكون اجتهادا قضائيا. ولفت إلى أن مصطلح الاجتهاد القضائي يقصد به غالباً الرأي الذي يتوصل إليه القاضي في مسألة قانونية، ويقضي به، لذا يرى البعض أن اجتهاد المحاكم يعني الآراء التي أخذت بها المحاكم أحكامها، وذكر أن للاجتهاد القضائي دورا مهما في مجال القانون، والأثر لا يكاد يقل في أهميته عن دور التشريع، موضحا أن القاضي قد يجتهد من خلال النصوص التشريعية التي يلزم تطبيقها وذلك في حالتي غموض النص أو إبهامه، كما يمكن أن يجتهد من خارج النصوص التشريعية باللجوء إلى مصادر القانون الرسمية. وأكد أن مسألة تقنين القضاء من أجل ضبط اختلافات الاجتهاد القضائي وإجراءات التقاضي وتباينات الأحكام القضائية هي مسألة سيادية تخضع لاعتبارات تخص الحكم وسياسة الدولة، مشيراً إلى أنه مع التقنين لدوره في وضع تصور محكم لما يكون عليه الحكم، مشيدا بالخطوات التحديثية والتطويرية في القضاء بالمملكة. وعرج الفهري في محاضرته، على موضوع فقه العمل، مشيراً إلى أنه عبارة عن ما تجري عليه الحياة في المجتمع من أسلوب في تحقيق أغراضه، حيث يدخل في ذلك مجموع الأعراف والتقاليد والنظم التي تتفاعل فينشأ منها الأسلوب المناسب في تحقيق الأغراض التي يحتاجها المجتمع. وفي ختام المحاضرة التي تأتي ضمن أطر الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأدبي والثقافي والفكري بين الغرفة ونادي الأحساء الأدبي، تم تكريم الضيف من قبل عبدالله النشوان والدكتور يوسف الجبر