استبعدت الدكتورة لبنى الأنصاري، عضو مجلس الشورى في دورته الجديدة، أن يتم حصر مهام المرأة في المجلس حول الشأن النسائي فقط، معتبرة أن هذا التصور يعتبر تحجيما لدور المرأة في المجلس، وحتى في نظر المجتمع المحلي. وأكدت عضو مجلس الشورى ل"الشرق الأوسط"، بعد أدائها القسم أمام خادم الحرمين الشريفين أمس، أن دخول المرأة للمجلس ليس للأمور النسوية فقط، بل يشمل دخولها جميع القضايا المحلية، وبتكافؤ مع أقرانها الرجال. وقالت: "أداء القسم جعلنا نشعر بأن قرار دخول السيدات لمجلس الشورى دخل حيز التنفيذ، من خلال شعورنا بالحماس والتشجيع والرغبة القوية في أن نكون فعلا عند حسن ظن المجتمع بأكمله". مؤكدة أن "حسن ظن المجتمع المحلي بأدائنا، هو الدافع الأكبر لتحقيق طموحات المجلس، إضافة إلى ثقة خادم الحرمين الشريفين بالكوادر النسائية المتمكنة"، متمنية القيام بما يوكل إليهن من مهام على أكمل وجه، وأن يكون هذا القرار مشرفا للنساء لدى جميع أطياف المجتمعات المحلية في السعودية. وحول آلية تحديد اللجان ورغبات النساء العضوات في اللجان التي يردن الانضمام إليها، أوضحت الدكتورة لبنى الأنصاري أن شأن المرأة يدخل في تخصصات جميع اللجان، سواء البيئية أو الاقتصادية أو أيا كانت، مشددة على أهمية وجود المرأة في جميع القضايا واللجان، باعتباره أمرا حتميا لا بد منه. وأضافت: "المجلس حريص على سؤال الأعضاء عن رغبتهم، من خلال تحديد 3 رغبات لكل عضو في اللجان التي يفضلونها، لكن في النهاية المجلس له حيثيات معينة، حيث يجب أن يكون هناك توزيع مناسب من خلال التمثيل النسوي في جميع اللجان، وهذا ما أمر به خادم الحرمين، وليس أن تكون النساء في لجنة واحدة أو في لجان دون أخرى". وترى أنه "من الجميل أن يكون وضع المرأة في اللجان بحسب التخصص أو له صلة، ووجود المرأة في كل لجنة سيكون مكسبا وإثراء للجنة نفسها". موضحة أن "المجلس يتكون من 13 لجنة، وبالتالي لا بد من وجود أعضاء من النساء في جميع اللجان، أي في كل لجنة تكون هناك عضوتان أو ثلاث من النساء، وليس بالضرورة أن يكون حسب التخصص". وتابعت: "من أجمل الأمور التي حصلت في هذه الدورة، إدخال العنصر النسائي كعضوات في قلب المجلس، وقد بذلت في الأمر جهود جبارة لإيصال المرأة إلى مقاعد مجلس الشورى، بغض النظر عني أنا شخصيا، فأنا أتكلم عن 29 عضوة لديهن طموحات كبيرة سيطرحنها على طاولة المجلس، وهن قادرات على ذلك من خلال ما يملكنه من تاريخ كبير في مجالهن العلمي والعملي، ولديهن الرغبة في عمل قفزات كبيرة في المجتمع، وبالتالي لا أعتقد أن تكون هناك ندية بين الرجل والمرأة، لكن لدينا الحماس بالعمل بجدية لتحقيق التكاملية وإعطاء الأفضل". وجزمت الدكتورة لبنى بأن نجاح المرأة في المجلس يعتمد على التغييرات التي قد تحدث في المجتمع من خلال ما تطرحه تحت قبة المجلس، خصوصا في الفجوات الحاصلة في تطبيق بعض الأنظمة. مشيرة إلى أن الجميع يشاهد ويتألم لما يحصل في مجال الصحة والتعليم من ناحية المراجعة والتقديم للنساء، متمنية العمل للتغيير المناسب في تلك الفجوات, وهذا ما أتينا لأجله، وهو المقياس الحقيقي لكفاءة المرأة في المجلس، وسنكمل الإنجازات التي سبقنا بها من كانوا في الدورات السابقة، من خلال التوازن والشمولية في أعمال مجلس الشورى وما يصدر عنه من توصيات من شأنها إحداث التغييرات المرجوة. ولم تحدد الأنصاري الوقت المقترح لتحديد اللجان، لكنها أشارت إلى أنه من الممكن أن يتم البت في أمر تلك اللجان خلال الأسبوعين المقبلين على أقل تقدير، مشيرة إلى أن العمل في المجلس قائم بدرجة كبيرة من خلال العمل على هذه اللجان وستتضح الأمور قريبا. من جهتها، أوضحت الدكتورة هيا المنيع، عضو مجلس الشورى، ل"الشرق الأوسط", أنها لا تهتم بوضع أجندة خاصة بها كامرأة في الدورة الجديدة لمجلس الشورى، على اعتبار أن المجلس يمثل منظومة متكاملة لها أهدافها ولها رؤيتها وأجندتها. وذهبت إلى أن هذا لا يعني أنها لن تحدد أوليات بعينها، معتبرة أن أجندتها الخاصة لا بد من أن تضع في حساباتها كل ما يخدم الحقوق المدنية، والشباب، والمرأة، والمجتمع ككل، والعمل وفق خط الإصلاح الذي وضعه الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقالت في هذا الخصوص "بكل تأكيد، لا بد من فتح ملفات الإصلاح، وهذا هو الوقت المناسب لفتحها، فنحن في السعودية نعيش فترة من ازدهار الإصلاح الذاتي، الذي لم ولن يمليه أحد علينا، وهو ما يجعلنا أكثر إيمانا بضرورة المشاركة في العملية الإصلاحية". وفي جوابها عن الإضافة التي يمكن أن تضيفها المرأة عبر انضمامها إلى عضوية مجلس الشورى، قالت المنيع إن "الصورة ستكتمل بوجود المرأة بعد المعاناة من حالة العرج التي سادت فترة من الزمن، وستضيف للرؤية الشمولية، وستكون مساهمتها مضاعفة، لأن النساء بطبعهن أكثر دقة وأكثر متابعة". بدورها، أكدت نورا بنت عدوان، عضو مجلس الشورى، ل"الشرق الأوسط"، أن الجلسة الأولى التي ستعقد الأحد المقبل سيتم خلالها توزيع اللجان، مشيرة إلى أنها ستختار الانضمام إلى لجنة تهتم بجانب من الجوانب المشمولة بتخصصها العلمي أو خبرتها العملية السابقة، وتحديدا المجالات الإنسانية، والتعليمية، والأسرية. وقالت "إن الحديث عن الأجندة والأهداف سابق لأوانه، معتبرة أن الجلسة الأولى تمثل أولى الخطوات، التي يمكن أن نتحدث بعدها عما لدينا من أجندة وأهداف، داعية إلى التريث إلى أن تتضح الصورة". واعتبرت الدكتورة دلال الحربي، عضو مجلس الشورى في دورته السادسة، والتي أدت القسم أمس أمام خادم الحرمين الشريفين، أن دخول المرأة في مجلس الشورى امتداد للدور الحيوي الذي تقدمه المرأة في المشورة والعمل منذ تأسيس الدولة السعودية، مضيفة أن المرأة كان لها حضور عبر التاريخ، سواء في المشورة أو المشاركة في التطور والنمو. وقالت الدكتورة الحربي ل"الشرق الأوسط"، إن "الكلمة التي وجهها الملك عبد الله أمس لها دلالات كبيرة، خصوصا أنه أكد أن التغيير يكون بالتدرج لا بتأثيرات أخرى، ليكون ذلك أكثر ثباتا".