سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عضوة ب"الشورى": لو كانت المسألة ب"الانتخاب" ستكون حظوظنا في "علم الغيب" الأنصاري ل"الوطن": وصلتني إساءات تجاوزت الأدب.. ونجلة "ابن جبير" طلبت مني الترحم على والدها كلما دخلت المجلس
لم تبد عضوة مجلس الشورى الدكتورة لبنى الأنصاري، التي اختيرت و29 من زميلاتها كأول عضوات في تاريخ المجلس، حماسة لمسألة انتخاب الأعضاء، وتحديدا النساء، وذهبت برأيها إلى أنه لو كان الأمر كذلك فإن حظوظهن ستكون في "علم الغيب"، مستدلة بذلك بتجارب دول أخرى لم تصل فيها المرأة عن طريق صناديق الاقتراع. الأنصاري، وفي أول حوار لها بعد تسميتها في "الشورى"، كشفت ل"الوطن" عن تلقيها إساءات تجاوزت الأدب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لفتت إلى أن نجلة الشيخ الراحل محمد بن جبير الرئيس السابق للمجلس طلبت منها الترحم على والدها كلما دخلت إلى المؤسسة البرلمانية. وفضلت الأنصاري ألا تسند إليها مهمة اختيار سكرتيرة لها، تفاديا ل"الإحراج"، فيما لفتت إلى أن كل تهنئة تلقتها بمناسبة دخولها للمجلس كانت ترافقها شكوى من أمر ما، وأن كل الملاحظات والمشاكل التي وردت لها دونتها بانتظام في انتظار البدء في العملية الشورية بعد أداء القسم. قائمة طويلة ل"الأولويات" قالت الأنصاري عن أولوياتها مع بدء الدورة الجديدة "يصعب أن نحصر الحديث في هذه المرحلة على قضية أو قضيتين فقائمة الأولويات التي بحوزتي طويلة والتي تراكمت من تجربتي في العمل الأكاديمي والإكلينيكي والبحثي والإداري ومن كوني أما وزوجة وابنة وأختا ومواطنة، وعند البدء، لا بد من اختيار أكثرها مقبوليةً لكسب ثقة المجتمع". وتضيف مستدركة "لكني بشكل عام أرى أن دور عضوات مجلس الشورى واضح جلي من حيث توفير الفرص المتكافئة للمرأة والرجل واقتراح الأنظمة والقوانين والبرامج التي تعين على تمكين المرأة وتذليل العقبات التي تعترض طريقها بما يتوافق مع الشريعة السمحاء التي أوجدها الله لتكون منهاجا يتناسب مع كل عصر لعمارة الأرض لا ذريعة لوضع العقبات والعراقيل". ووعدت الأنصاري أنها ستجتهد في "أن نكون قدوة لبنات جيلنا وللأجيال التي تلي وسنتمكن بإذن الله من إحداث التغيير ورسم خارطة الطريق لما يمكن للمرأة تحقيقه في سبيل رفعة مجتمعها ورفاهيته حينما تعمل عقلها وفكرها باستقلالية وموضوعية لا يخرجان عن المبادئ والضوابط الإسلامية التي مهدت لحضارات رائدة عبر التاريخ كان للمرأة فيها دور جلي واضح". أين ترين نفسك؟ وعن اللجنة التي تعتقد الأنصاري أن بإمكانها أن تفيد من خلالها، قالت "لم يتم الاختيار بعد وفي رأيي أن وجود المرأة في أي لجنة مهم لأنها ستمثل الجزء المختلف والمكمل لفكر الرجل ولو حتى من وجهة نظرها كمواطنة فقط وستتسم القرارات النهائية المتخذة بالاتزان والرجاحة وقابلية التطبيق بما يخدم مصالح الجنسين في المجتمع السعودي على حد سواء، أما إن اجتمع ذلك "أن أعبر عن وجهة نظر المواطنة السعودية" مع الخبرة والتجربة فسيكون ذلك أشمل بالتأكيد، أتوقع أن يكون عطائي أكبر في اللجنة الصحية والبيئية أو في لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي وأتمنى أن أكون في إحداهما". عقدة الانتخاب وعن رأيها في مسألة الانتخاب، وما إن كانت تتوقع أن تحصل على مقعد لو أن أمرا مثل هذا تم، ردت الأنصاري بالقول "الله أعلم هذا أمر في علم الغيب ولكن بالنظر لتجربة دول كثيرة اعتادت على مشاركة المرأة بشكل أوضح مما نحن عليه نجد أن تمثيل المرأة كان ضعيفا وهنا تبدو بصيرة خادم الحرمين الشريفين والدنا أطال الله عمره وتتجلى حنكته ويبرز حرصه هو وولاة الأمر واضحا جليا عند اتخاذ قرار يكفل للمرأة وجودها في أحد أهم مواقع اتخاذ القرار في الدولة وبنسبة تفوق الكثير من البلدان العربية والأجنبية لأنهم يدركون أن إسهامات المرأة في صنع القرار ضرورية وأن تجاهل رأيها خسارة يتكبدها المجتمع دون داع، وكم شعرت بالرضا والفخر بأني سعودية عندما علمت أنه ستكون هناك 30 عضوة وليس فقط 10-15 كما كان شائعا قبيل إعلان الأسماء وعندما علمت أنهن جزء من العدد الكلي نفسه "150 عضوا" وليس إضافة إليه، ذلك يعكس اعترافا بوجودنا وحقوقنا نحن النساء على أعلى مستوى في بلادنا". طاقاتنا لم تستغل ترى الأنصاري أن الطاقات النسائية لم تستغل بالشكل المطلوب، وقالت عن أبرز الملاحظات التي دونتها في أجندتها بعد اختيارها لعضوية المجلس "لن تتضايق البنات الصغيرات والفتيات والنساء ولن يشعرن بالملل من الآن فصاعدا، أذكر أنني عندما كنت صغيرة كنت أشعر بالملل لما يواجهني من محظورات لكوني امرأة ولكن كانت لدي قناعة بأني عندما أكبر سأعيش في عالم يكون للمرأة والرجل فيه دور واضح وأتمكن فيه من إحداث التغيير، ورغم أني أفضل حظا من جدتي فقد نلت وبنات جيلي حظا وافرا من التعليم الأساسي والتعليم العالي وفرصة الحصول على الدراسات العليا وإن قامت الكثيرات منا بذلك على حسابهن الخاص كما نالت المرأة فرصة الحصول على وظيفة رسمية بمرتب بموجب الشهادات العلمية التي حصلن عليها ولكن كان لدى بنات جيلي شعور بأن طاقاتنا لم تستغل كما يجب وأنه بمقدورنا أن نقدم الكثير لوطننا ولرفعته وكرامته ولكن قائمة المحظورات التي أخذت تواجهنا بعد أن كبرنا كانت قد ازدادت طولا عنها في عهد الطفولة، صحيح أننا مؤهلات علميا في تخصصات كثيرة ولكن المساحة التي نستطيع أن نتحرك فيها ضيقة جدا ولكن تلك القناعة القديمة ما زالت موجودة وأصبح يحدونا أمل كبير بأن غدا سيكون أفضل من اليوم ولم يخب ظننا ولله الحمد". شكوى مع كل تهنئة وتقول عضوة مجلس الشورى ردا على سؤال ما إذا كان وصلتها شكاوى من النساء المهنئات "بالتأكيد مع كل تهنئة تقريبا كانت تصلني بعض الشكاوى وكنت أدونها بانتظام". تعليقات إيجابية.. وأخرى مسيئة وعن أبرز التعليقات التي وصلت الأنصاري بعد اختيارها للعضوية سواء من الأقارب أو من الإنترنت، قالت "التعليقات التي وصلتني ممن أعرفهم كانت كثيرة جدا من كل الفئات العمرية وممن عرفتهم في مراحل مختلفة من عمري من الأقارب وصديقات المدرسة والجامعة وزميلات العمل ورؤسائي في العمل وطالباتي وحتى أمهات زملاء أبنائي ومن داخل المملكة وخارجها ولكن كل هذه التعليقات كانت ولله الحمد إيجابية ومشجعة وداعمة بقوة بشكل أو بآخر فمجتمعنا رائع وبه عناصر خيرة ومؤازرة كثيرة". وتضيف "سعدت كثيرا بتهنئة مدارس التربية الإسلامية وعلى رأسها مديرتها وأستاذتي سميرة قرة جاي حيث إني خريجة هذه المدرسة، وأشعرني كل ذلك بأني امتداد وخليط لجهود كثيرة مخلصة أثرت فيّ وأثْرَتْني بطريقة أو بأخرى ولا بد أن أكون عند حسن ظنهم جميعا". وتستدرك بالقول "إلا أنه حينما أستعرض مرئيات من لا أعرفهم في قنوات التواصل المختلفة - وأقصد بذلك الرأي الآخر - أعرف أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة ورغم أن أصحاب الرأي الآخر قد تجاوز بعضهم حدود الأدب في وصفه وإسقاطاته على العضوات إلا أني بحكم الخبرة الطبية أرى أنها كلها في النهاية تعني طلب المساعدة وتشير إلى الخوف غير المعلن والحاجة إلى الطمأنة وإن كان ظاهر الأمر يوحي بغير ذلك وعلى أي حال نحن لم نبدأ بعد والعبرة بالخواتيم بإذن الله". وصية نجلة ابن جبير وتتابع الأنصاري بالقول "لعل التعليق الذي لن أنساه أبدا بإذن الله لأنه أصبح أمانة في عنقي كان من الدكتورة أسماء الجبير زميلة وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود وقد هنأتني ثم طلبت مني أن أترحَّم على والدها الشيخ ابن جبير رحمه الله كلما دخلت المجلس ووعدتها بأن أحقق رغبتها ومعروف ما للفقيد غفر الله له من أياد بيضاء وبصمات رائعة وأتمنى أن يوصف أداء العضوات في المستقبل بأنه يتسم بنفس المهنية والعطاء اللامحدود في المستقبل. إحراج "السكرتيرة" وتتمنى الأنصاري ألا تضطر إلى اختيار السكرتيرة الخاصة بها، وتعلل ذلك أنها تسعى لتفادي الإحراج، إذ تقول "كل بنات الوطن سواسية والمفاضلة بينهن بالخبرة والعلم وكلي ثقة أن الجهاز الإداري في المجلس سيختار ممن لديهن خبرة جيدة في السكرتارية التنفيذية ولديهن الحماس والرغبة الجدية في العطاء وتطوير الذات". سيرة ذاتية • متزوجة ولديها 3 أبناء (فرح، ندى، عبدالرحمن). • نشأت في بيئة داعمة للعلم والتعلم. • والدها من رواد العلم.. ووالدتها معلمة. • المال بالنسبة لها أداة لخدمة العلم والتعلم. • ثقة رؤسائها في مجال العمل أعطتها مساحة للتحرك والإبداع.