أعلنت السلطات الصينية نهاية الأسبوع الماضي، أنه يتعين على الشركات في بكين إلغاء جميع المؤتمرات والفعاليات ما لم تكن ضرورية، مع اتخاذ المزيد من الإجراءات لتقليل التواصل العام المباشر قدر الإمكان؛ وذلك بعد ما وصلت أعداد المصابين بفيروس كورونا في العاصمة إلى أعلى مستوياتها خلال 17 شهرًا. وذكرت وكالة "رويترز" -استنادًا إلى بيانات رسمية- ارتفاع إجمالي الإصابات المحلية بأعراض مؤكدة في البر الرئيسي في الصين إلى 1308 حالات خلال الفترة من السابع عشر من أكتوبر وحتى الرابع عشر من نوفمبر، بما يتجاوز ذروة إصابات متحور دلتا خلال فصل الصيف البالغة 1280 إصابة؛ فيما ظهرت 45 حالة في بكين خلال الموجة الأخيرة، وهو أعلى رقم منذ يونيو 2020. وتعد موجة كورونا الحالية الأكثر انتشارًا في الصين؛ حيث أثرت على 21 مقاطعة ومنطقة وبلدية، ورغم أن أعداد الإصابات أقل من معدلات الدول الأخرى، فإنها تسبب المزيد من القلق، مع الأخذ في الاعتبار سياسة عدم التسامح التي تتبعها السلطات الصينية لمنع انتقال العدوى. ويمثل الفشل في احتواء موجة كورونا الحالية ضربة سياسية واقتصادية وطبية في الصين؛ حيث تفاخر قادة البلاد منذ فترة طويلة بنجاح أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في احتواء المرض وتسجيل وفيات أقل من خمسة آلاف شخص، على الرغم من وفاة أكثر من خمسة ملايين شخص في العالم.