أزد - علي القيسي // أكّد البطل النمساوي فيليكس باومجارتنر أن دورانه بشكل سريع في الفضاء خلال عملية القفز التاريخية أمس نحو الأرض، كاد يتسبب في فقدانه الوعي، مشيراً إلى أن ما حدث كان أمراً لا يصدّق. وأوضح باومجارتنر بلطف عقب هبوطه: "لقد كان يوماً لا يصدق خلال الصعود والهبوط، مثلما كان الشعور مع المشروع بأكمله"، وأضاف قائلاً: "قمنا أولاً بعملية إطلاق موفقة، ثم واجهنا قليلاً من الدراما مع مسألة إمداد الخوذة الزجاجية الخاصّة بي بالطاقة، كان الخروج مثالياً ولكن بعد ذلك بدأت في الدوران ببطء". وأضاف: "كنت أعتقد أنني سوف أدور فقط بضع مرات وكان من المفروض ذلك، ولكن بدأت في الدوران بشكل سريع، في الحقيقة، كان الشعور مؤلماً في بعض المرات وأنا أدور، وقد اعتقدت لبضع ثوان أنني سوف أفقد الوعي". وتابع: "لم أشعر بدَوِيّ اختراق حاجز الصوت لأنني كنت مشغولًا للغاية بمحاولة حفظ توازني فقط، سيتعين علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كنا قد كسرنا حاجز الصوت بالفعل أم لا، لقد كانت بالفعل مهمة أصعب بكثير مما كنت أعتقد". وكان البطل النمساوي فيليكس باومجارتنر قد سطّر اسمه في سجل التاريخ، أمس، بعد تغلبه على المخاوف بشأن إمداد وحدة تسخين القناع الذي يرتديه بالطاقة والذي كاد أن يعرّض المهمة للخطر، وقد وصل باومجارتنر إلى سرعة تقدر بحوالي 1.342 كم/ ساعة قافزًا من طبقة ستراتوسفير، التي جعلته أول إنسان يخترق حاجز الصوت في سقوط حر ويسجّل عدة أرقام قياسية أخرى أثناء إرساله لمعلومات قيّمة تساعد على استكشاف الفضاء في المستقبل. وبعد صعود فيليكس باومجارتنر إلى ارتفاع 39.045 متراً في منطاد مملوء بالهيليوم، أكمل صباح أمس القفزة التاريخية من حافة الفضاء والتي حطّم بها الرقم القياسي العالمي، وبالتحديد بعد مرور 65 سنة على رحلة تشاك ييجر أول من اخترق حاجز الصوت في طائرة نفاثة تجريبية. وحطّم الطيار النمساوي البالغ من العمر 43 عامًا بخبرته في القفز بالمظلات رقمين قياسيين آخرين (أعلى سقوط حر، وأطول رحلة بمنطاد مأهول)، وترك الرقم المسجّل لأطول فترة للسقوط الحر لمعلّمه ومستشار المشروع الكولونيل جو كيتنجر. وهبط باومجارتنر بمظلته بسلام في صحراء نيو مكسيكو، بعد أن قفز من كبسولته الفضائية من ارتفاع 39.045 متراً عائداً مرة أخرى نحو الأرض، لتصل سرعته إلى الحد الأقصى وهي 1.342 كم/ ساعة بالقرب من الفراغ بطبقة ستراتوسفير وذلك قبل أن تهدأ سرعته مرة أخرى بوصوله إلى طبقة الغلاف الجوي خلال سقوطه الحر الذي بلغ 4:20 دقيقة. واستمرت قفزة باومجارتنر 9:03 دقيقة إجمالاً، وقد شاهد ملايين المتابعين في جميع أنحاء العالم صعوده وقفزته في بث مباشر عبر قنوات التلفزيون وعلى الإنترنت، وفي إحدى المراحل من سقوط باومجارتنر الحر بدا وكأنه يلف بسرعة حول نفسه، ولكنه سرعان ما استعاد السيطرة مرة أخرى في لحظات، وبمجرد أن فتح مظلته هلّل أعضاء الطاقم الأرضي وكذلك المشاهدون في جميع أنحاء العالم وتنفسوا الصعداء. وقضى باومجارتنر وفريقه خمس سنوات في التدريب والإعداد لهذه المهمة، التي تهدف أيضًا إلى تحسين الفهم عن كيفية تغلب جسم الإنسان على الظروف الصعبة على حافة الفضاء. وعانى باومجارتنر من تأجيلات عدة مرتبطة بالطقس قبل الانطلاق أخيراً صباح أمس تحت سماء زرقاء صافية ورياح هادئة، كما كان يراقب طاقم "ريد بُل ستراتوس" عملية الانطلاق من وحدة مراقبة المهمة، وسط تصفيقٍ شديدٍ عندما انطلق المنطاد.