أوصت دراستان علميتان سعوديتان على أهمية تطبيق المعامل الافتراضية في المدارس لما لها من آثار متميزة في رفع المستوى التحصيلى لدى الطلاب. وجاءت هاتان الدراستان في الوقت الذي بدأت خلاله وزارة التربية والتعليم تنفيذ مشروع المعامل الافتراضية للكيمياء والفيزياء في 1720 مدرسة موزعة على 45 إدارة تعليمية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة خلال العام الدراسي الحالي وذلك ضمن سعي الوزارة لتطوير العملية التعليمية من خلال دمج التقنية في التعليم بعد نجاح المرحلة الأولى والتي تضمنت 1108 مدرسة في 36 مدينة مختلفة تغطيتها العام الماضي. حيث خلصت دراسة علمية أجراها الدكتور أحمد بن صالح الراضي المشرف التربوي بمركز التقنيات التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم على أهمية المعامل الافتراضية باعتبارها الركيزة الأساسية في التعليم الالكتروني في المجال العملي والتطبيقي. وأشارت الدراسة التي تم استعراضها ضمن فعاليات ملتقى التعليم الالكتروني إلى أن المعامل الافتراضية تمثل أحد مستحدثات التكنولوجيا الحديثة وتعتبر امتداداً لتطور أنظمة التعليم الالكتروني. وشدد الباحث على أهمية الدراسة عن طريق تقنية المعامل الافتراضية حيث تعتبر حلاً للمشكلات المتعددة التى تواجه النظم التعليمية كعدم توفر الأجهزة والمواد الضرورية للتجارب العلمية وكثرة الأعباء الملقاة على كافل المعلم وخطورة اجراء بعض التجارب فى المعمل. وأكد الباحث بأن المعامل الافتراضية ذات علاقة بتطبيقات التعليم الالكتروني وذلك باستخدام الحاسب الآلي وبرمجياته في تدريس مواد العلوم وذلك لاستخدامها في معالجة كم هائل من المشاكل التي تواجه تدريس هذه المواد ولقد أثبتت التجارب العالمية للعديد من الجامعات ومراكز البحوث العلمية أهمية المعامل الافتراضية في التعليم والبحوث، مشيراً إلى أن المعامل الافتراضية أثبتت تميزها من خلال نماذج وتجارب عالمية في مجال المعامل الافتراضية. أما الدراسة الثانية فاستعرضت أهمية استخدام المعمل الافتراضي في التدريس، حيث أكدت خلالها الأستاذة دعاء بنت أحمد حسن الحازمي بكلية التربية بجامعة أم القرى اثر استخدام المعمل الافتراضي في تحصيل الطالبات حيث أبرزت التأثير الإيجابي لاستخدام المعامل الافتراضية في مساعدة الطالبات فى فحص الظواهر الفيزيائية الكامنة والتى لا يمكن التعرف عليها فى المعمل الحقيقى، مشيرةً إلى أنه من خلال المعامل فإن الطالبات استطعن تغيير الثوابت في التجربة من أجل محاكاة الظاهرة الفيزيائية, وتكرار جميع مراحل التجربة للعديد من المرات والتحكم فى عامل الوقت والسرعة مما يساعد فى ملاحظة نتائج التجربة بدقة وذلك من اجل التأكيد على أهمية التبادل بين النظرية والتجربة العلمية ومن هنا نجد أن الميزة التربوية الرئيسية لتقنية المعامل الافتراضية كطريقة تدريس هى توفير إمكانية تسهيل استيعاب الظواهر الفيزيائية على مستوى أعمق وأكثر واقعية. وأوصت الباحثة بضرورة تطبيق تقنية المعامل الافتراضية في التدريس لما لها من اثر كبير في زيادة التحصيل الدراسي للطالبات. من جانبه أوضح الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الدندني مدير عام إدارة التجهيزات المدرسية بوزارة التربية والتعليم بأن تطوير المعامل المدرسية للكيمياء والفيزياء وتزويدها بالمعامل الافتراضية يأتي ضمن أولويات وزارة التربية والتعليم وفق الرؤية الاستراتيجية للوزارة عبر مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام "تطوير"، مشيراً إلى أن مشروع المعامل الافتراضية يستفيد منه جميع الطلاب والطالبات في المملكة. وأضاف د. الدندني بأن هذا المشروع والذي تنفذه مجد التطوير يأتي بعد التميز في الأداء والإنجاز للمرحلة الأولى والتي تمت وفق الجدول الزمني المحدد بالإضافة إلى متابعة الدورات التدريبية لضمان قدرة المعلمين على استخدام هذه التقنيات الحديثة، مشيراً إلى أن هناك تواصل مستمر مع جميع الإدارات التعليمية للتأكد من جاهزية البنية التحتية للمعامل وحل أي مشاكل تواجه عملية التركيب والتفعيل. وبيّن د. الدندني بأن المشروع ستتضمن إلى جانب التدريب خطة شاملة لإدارة التغيير تشمل تفعيل المنتج في الميدان ومتابعة استخدام المعلمين له في المعامل المدرسية وتحقيق مشاركة أكبر من المعلمين والطلاب, مبيناً بأنه سيتم قريباً إطلاق موقع خاص بالمشروع يقدم جميع الخدمات والمعلومات اللازمة لمساعدة المعلم بالإضافة إلى إحصائيات وتقارير ميدانية حول استخدام المعامل الافتراضية. يذكر بأن العديد من المعلمين والمعلمات أشادوا بمشروع المعامل الافتراضية والتي تساعد المعلمين والطلاب على الابتكار والتعامل مع التجارب بشكل سهل ومرن ومبدع وواضح فضلاً عن اختصاره للزمن والجهد والمتعة في إجراء التجارب، وأكدوا بأن المعامل الافتراضية وبرنامج معمل كروكودايل يعتبر متميزاً وفعالاً ويخدم العملية التعليمية بشكل أساسي مما يساهم بالرقي بالعملية التعليمية على المدى القريب والبعيد بإذن الله تعالى، فضلاً عن تحفيزهم على التوسع بالمادة العلمية وتحبيبهم فيها والوصول بهم إلى أعلى مستويات الفهم ومساعدتهم على التفكير بشكل منطقي وبالتالي الرقي وتطوير مستوى الطلاب مما ينعكس بشكل إيجابي على تطور وطننا الغالي.