شهدت العاصمة النيجيرية أبوجا خلال يومي 10 11 من نوفمبر الجاري انعقاد المنتدى الثاني للحوار بين أتباع الأديان ، الذي نظمه الاتحاد الأفريقي ، ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في إطار تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من أجل بناء السلام ودعم التعايش في أفريقيا . وذلك عبر إنشاء منصات للحوار تساهم في إنجاح الجهود والتعاون المستمر بين القيادات الدينية وصناع القرار في كل دولة من دول أفريقيا. كما يهدف المنتدى الثاني للحوار توفير مساحة آمنة للحوار، تعزز دور القيادات الدينية مع صانعي القرار في الجهود المشتركة من أجل تطبيق أجندة إفريقيا 2063 عبر المبادرة الرائدة للاتحاد الإفريقي في تفعيل دور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في القارة الأفريقية . ويأتي انعقاد المنتدى الثاني للحوار بين أتباع الأديان ، كلقاء عمل وفرصة لإقامة جبهة موحدة للحوار من أجل بناء السلام في أفريقيا ، عبر توفير منصات حوارية تعمل على نبذ العنف المرتكب باسم الدين ودعم التنوع على أساس المواطنة المشتركة. وكشف المنتدى عن مبادرات جديدة للعمل على متابعة بيان أبوجا الأول الذي أطلق عام 2010، والإشراف على إنشاء لجنة توجيهية تربط صانعي السياسات مع القيادات والمؤسسات الدينية. وسيتم تأليف هذه اللجنة من ممثلي الإدارات المحلية ومنظمات المجتمع المدني. هذا ، و قال مدير مديرية المواطنين بنيجيريا أحمد بشير : " المجتمع الديني هو مجتمع مدني كبير في أفريقيا ، وإذا تم توجيهه بشكل صحيح يمكن أن يسهم في التنمية والسلام والأمن. إن أهمية تعزيز دور الدين لا تنبع فقط من دورنا كرجال دين أفارقة ، ولكن لضرورة ألا نسمح للعنف والتطرف أن يرتكب باسم الدين في أفريقيا والعالم ؛ لذا تتشارك مديرية المواطنين بمفوضية الاتحاد الأفريقي مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار للعمل على خلق فضاء للحوار بين أتباع الأديان بهدف إعداد خطة للعمل من شأنها أن تؤدي إلى مساعدة المؤسسات والقيادات الدينية لمكافحة العنف والتطرف باسم الدين . من جانبه قال الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، معالي الأستاذ فيصل بن معمر : " هذا المنتدى يعتبر تتويجاً للجهود التي يبذلها المركز مع المؤسسات الدولية لبناء تعاون وتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات ، وهو ثمرة تعاوننا مع الاتحاد الأفريقي، لذا نعتقد أننا نستطيع المساهمة في دعم السلام والتعايش في أفريقيا من خلال تعزيز التعاون بين القيادات الدينية وصناع السياسات ". وأضاف معاليه:" إننا نعمل بشكل وثيق مع القيادات الدينية في جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا للمساعدة على توفير أرضية للحوار تمكنهم من العمل من خلال الحوار ؛ فالقيادات الدينية هي الأكثر قدرةً على كشف زيف الذين يستغلون الدين للتحريض على العنف من اجل دوافع سياسية أو شخصية. إنهم لا يتحدثون باسم أي دين في الواقع". هذا وقد شارك في المنتدى الثاني للحوار بنيجيريا ممثلون عن المجالس الدينية الوطنية للدول الأعضاء من أكثر من 35 دولة في الاتحاد الأفريقي، ممثلين عن كافة أتباع الأديان في افريقيا إلى جانب ممثلي المنظمات والعلماء والنساء والشباب. وقد أنجز المنتدى الثاني للحوار في أبوجا نجاحاً متميزاً في تحقيق أهدافه من إقامة تجمع أفريقي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يشجع على التعايش والتفاهم والتعاون وتعزيز القيم المشتركة بين المجتمعات المتنوعة في ظل المواطنة في كل دولة أفريقية . كما شهد المنتدى عدة جلسات للنقاش حول قضايا متنوعة تأكيدا لدعم القيادات الدينية في بناء السلام ، وتحقيق للأمن عبر التعاون بين المجتمعات الدينية إلى جانب ضرورة توثيق العلاقة بين القيادات الدينية وصناع القرار لبناء شراكات ناجحة من أجل السلام والتنمية في أفريقيا ، إلى جانب تكوين لجنة إشراف ومتابعة للتوصيات التي صدرت عن المنتدى الثاني بإشراف الاتحاد الأفريقي والتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ، وقد أكد البيان الختامي التزام الجميع بالعمل على تنفيذ الطموحات الأفريقية المبنية على جدول أعمال أفريقيا 2063 . هذا وتضمنت توصيات المنتدى الثاني في بيانها الختامي مجموعة من القرارات والمبادرات ؛ كجدول أعمال التنمية الي أقره الاتحاد الأفريقي لمدة 10 سنوات ، إلى جانب الشروع في خطة عمل مشترك في مجال التعليم و الشراكات و وسائل الإعلام. وتعزيز ثقافة السلام والتعايش من خلال تعاليم الدين في كل أماكن العبادة . بالإضافة إلى خطة عمل على تدريب الصحفيين لتغطية القضايا الدينية. كما سيطلق المنتدى منصة لتشجع "القوة الناعمة " لتعاليم الدين للمساهمة في منع التطرف والعنف، وسوء استخدام الدين يذكر أن مديرية المواطنين والشتات (CIDO) مؤسسة تابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي وتعمل على إشراك شعوب القارة في شؤون الاتحاد الأفريقي، بما تعكس التزاما لكافة شعوب أفريقيا والمساهمة في تطوير ودعم أنشطة الاتحاد الأفريقي، وعمليات صنع القرار، وبرامج السياسة والمؤسسات والأجهزة والأهداف العامة للاتحاد. أما مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فهو منظمة عالمية بين- حكومية مقرها فيينا ، وتعمل في مجال تعزيز الحوار وبناء السلام في مناطق الصراعات ونشر التفاهم و التعاون بين أتباع أديان وثقافات مختلفة. تأسس المركز من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا، إلى جانب الفاتيكان بصفة مؤسس مراقب. ويتكون مجلس إدارة المركز من ممثلين عن خمس أديان عالمية رئيسية : الإسلام و المسيحية و اليهودية و البوذية و الهندوسية. كما يتولى مجلس الإدارة ، مهام الإدارة والإشراف على برامج المركز.