يدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، أثناء زيارته إلى المدينةالمنورة ضمن العديد من المشاريع في المدينةالمنورة. وتفصيلًا: يعد مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة من أهم المشروعات الثقافية، والذي يجمع مكتبات ثقافية ووقفية تحت سقف واحد تهدف للتيسير والتسهيل على المختصين والمهتمين والباحثين جمع المعلومات من المصادر الموثوقة التي احتفظت بها تلك المكتبات على مر الأزمنة، ويعيد لها الدور الريادي الكبير في رفد حركة العلم والعلماء، وإعادة الحراك الثقافي وفق الإمكانات التقنية والفنية العالية التي وُضعت بين يدي المثقفين والمؤرخين والعلماء وطلاب العلم في شتى المجالات، وحفظ المخطوطات، وورش المعالجة؛ كي تمارس تلك المكتبات دورها التنويري والريادي. ويعد المجمع أحد أبرز المشروعات العلمية والحضارية؛ كون العناية بالمكتبات العامة والمكتبات الوقفية من أهم أوجه نشر المعرفة وتعميمها على أفراد المجتمع، وهو مظهر حضاري اهتمت به الدولة بإنشاء عدد من المكتبات العامة التي تشع نور العلم وتشبع نهم الباحثين، وسيدعو ذلك الباحثين عن كنوز التراث للاستفادة من محتويات هذه المكتبات في مكان عام تتوافر فيه الوسائل الحديثة التي تسهم في نشر العلم والمعرفة. مجمع المكتبات الوقفية: كانت الموافقةُ على تأسيس مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالأمر السامي الكريم رقم 37715 في 9 شعبان 1436ه، ثم أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - رئيس مجلسِ الوزراء، قرارًا بإنشاء المجمع وتنظيمه بتاريخ 15 رمضان 1437ه. ونص القرار على نقل مقتنيات مكتبة الملكِ عبدالعزيز كاملةً من مكتباتٍ وقفيةٍ ومخطوطاتٍ ومقتنياتٍ وكتبٍ نادرة ومجموعاتٍ متنوعةٍ الى المجمع، مع مراعاةِ شرطِ الواقف، فأصبحت هذه النفائسُ ومصادرُ المعرفةِ مُنذ ذلك اليوم من مقتنياتِ المُجمعِ التي يفاخر بها المجمع، وينميها ويديرُها بهدف خدمة العلم والبحث العلميِّ والمعرفةِ والثقافة الإنسانية بدون حدود، برؤية تهدف لخدمة الإنسان في المدينةالمنورة والعالمِ كلهِ من أرض المدينة، أرض السلام. وتهتم رؤية المجمع بالإنسان وبالبحث العلمي والعناية بالتراث والمكتبات الوقفية وتشجيع إهداء الأفراد والمؤسسات المصادر النادرة والمهمة للعلم من مصادر التراث المخطوط أو المطبوع أو الآثار والمقتنيات الإسلامية أو التراثية أو تلك التي تهتم بالفنون الإسلامية. ولا يوجد مكان أفضل من إتاحة العلم عبر مؤسسة تحمل اسم المؤسس رحمه الله في بلد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحفظ في طيبة الطيبة وتتاح للعلم والدارسين أينما وجدوا. شرف المكان والزمان والقرار: شرفُ المكان؛ لأن مقرَّه -بنص القرار الكريم- المدينةُالمنورة طيبةُ الفيحاء، دارُ الأخيار وموطن الإيمان. وشرف التسمية؛ لأنه سُمّي باسم المؤسس العظيم الملك العادل عبدالعزيز رحمه الله. وشرف القرار؛ لأن مصدرَه خادمُ الحرمين الملكُ سلمان، العاشق للمكتبات، والداعم لها، والمحب للثقافة والتراث والعلم. ويضم المجمع مجموعة من أشهر المكتبات الوقفية في العالم؛ من أشهرها مكتبة المصحف الشريف، ومكتبة الشيخ عارف حكمت -رحمه الله- التي اشتهرت عالميًّا منذ أن كانت جنوب الحرم النبوي الشريف قبل التوسعات، واستمرت العناية بها والحفاظ على ممتلكاتها وإتاحتها للباحثين دون توقف، والمكتبة المحمودية، ومكتبة المدينةالمنورة العامة، ومكتبات مدارس: الإحسائية، والساقزلي، والشفاء، والعرفانية، والقازانية، وكيلي ناظري، إضافة إلى مكتبات: رباط الجبرت، ورباط سيدنا وفقا لسبق.