أسهم أوروبا تستقر مع ترقب نتائج إنفيديا    النفط يتراجع بفعل ارتفاع المخزونات الأمريكية    برشلونة يستضيف مباراته المقبلة في دوري أبطال أوروبا على ملعب كامب نو    فصل جديد للعلاقات السعودية-الامريكية    انطلاق منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي يعكس التزام البلدين بتعزيز العلاقات الاستراتيجية    ولي العهد يشّرف حفل العشاء المقام في البيت الأبيض    القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده    15 جهة تشارك في فعالية "بنكرياس .. حنا نوعي الناس"    صندوق واحة النخيل يوقع اتفاقية بقيمة 741 مليون ريال لتطوير مشروع متعدد الاستخدامات بجانب مستشفى دله النخيل    الرئيس الأميركي يعلن تصنيف المملكة ضمن قائمة "الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو"    تعليم الأحساء يبدأ رحلة نقل 43 مدرسة متقدمة إلى " التميّز"    المنتدى السعودي للإعلام يوقّع اتفاقية مع وكالة أسوشيتد برس لتعزيز التعاون الدولي الإعلامي    زيادة معدل التملك السكني.. 10 مليارات لإعادة التمويل العقاري    تطويره بتقنيات الذكاء الاصطناعي .. مصيباح: تطبيق «توكلنا» يصل ل1100 خدمة بكفاءة عالية    حرس الحدود يضبط 4 من مخالفي الصيد البحري    أخضر التايكوندو يتألق في دولية قطر    أزمة بين سان جيرمان ومبابي بسبب عرض الهلال    قبل مواجهة الفتح في روشن.. الغيابات .. صداع يؤرق إنزاجي    قوة دولية و«مجلس سلام» وتمهيد لمسار دولة فلسطينية.. مجلس الأمن يقر الخطة الأمريكية بشأن غزة    «معاقبة بالتمارين» تقتل طالبة هندية    يستعين بكرسي متحرك لسرقة متجر    طفل خدع جارته واستنفر الشرطة    ترمب: بداية لسلام أوسع في العالم    الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري    زيلينسكي يطرح «حلولاً مطورة».. موسكو ترفض المشاركة في مفاوضات إسطنبول    «الكشافة» تعزز أهدافها التربوية والمجتمعية في أبوظبي    نحو تفعيل منصة صوت المواطن    أمير الرياض يطلع على أعمال محكمة الاستئناف.. ويعزي ابن لبده    سعود بن بندر: القطاع غير الربحي يحظى بعناية ورعاية من القيادة    نظرية داروين وعلاقتها بأزلية العالم    الترجمة في السياق الديني بين مصطلحات الشرع والفلسفة    حي البجيري    جلوي بن عبدالعزيز يشيد بجهود تحقيق الأمن المائي    العزلة الرقمية    الزميل آل هطلاء عضواً بمجلس إدارة جمعية سفراء التراث    ظل بشري أمام الشمس    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تعقدُ لقاءً عاماً مع اللجان العاملة في الميدان ومنظِّمي البطولات    ماستان نادرتان بوزن ضخم    أدوية معروفة تحارب ألزهايمر    استخراج حصوة تزن كلغ من رجل    نستله تضيف السكر للسيريلاك    نائب أمير الرياض يطلق مشروعي تطوير أدلة الإجراءات وجدول الصلاحيات ضمن الخطة الإستراتيجية للإمارة    كيف تعزز حضورك الرقمي؟ (3 - 4)    إنفيديا ومايكروسوفت تستثمران 15 مليار دولار في «أنثروبيك»    منتخب السعودية يُكرم سالم الدوسري    اتفاق دفاعي وشراكة واستثمارات سعودية أمريكية في كافة المجالات    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من ملك البحرين    الأستاذ أحمد السبعي يقدّم درسًا عمليًا لطلاب الصف الخامس حول الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة    أمير تبوك يرعى حفل تخريج 372 متدربًا من برامج البورد السعودي والدبلومات الصحية    نائب أمير القصيم يطّلع على أبرز الجهود الميدانية والتوعوية لهيئة الأمر بالمعروف في موسم الحج العام الماضي    أمير تبوك يستقبل سفير جمهورية بولندا لدى المملكة    حسن الظن بالله أساس الطمأنينة    محافظ جدة وأمراء يواسون أسرة بن لادن في فقيدتهم سحر    استقبل وزير الحج ونائبه.. المفتي: القيادة حريصة على تيسير النسك لقاصدي الحرمين    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. هيئة التخصصات الصحية تحتفي بتخريج (12.591) خريجًا وخريجة في ديسمبر المقبل    «التخصصي» يعيد بناء شريان أورطي بطُعم من «قلب البقر»    ورحل صاحب صنائع المعروف    برعاية سمو محافظ الطائف افتتاح متنزه الطائف الوطني وإطلاق 12 كائنًا فطريًّا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة.. حراك ثقافي ومصدر للعلم والمعرفة

يُعد مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة, المشروع الثقافي الأهم الذي يجمع مكتبات ثقافية ووقفية تحت سقف واحد تهدف للتيسير والتسهيل على المختصين والمهتمين والباحثين في جمع المعلومات من المصادر الموثوقة التي احتفظت بها تلك المكتبات على مر الأزمنة, ويُعيد لها الدور الريادي الكبير في رفد حركة العلم والعلماء, وإعادة الحراك الثقافي وفق الإمكانيات التقنية والفنية العالية التي وُضعت بين يدي المثقفين والمؤرخين والعلماء وطلاب العلم في شتى المجالات, وحفظ المخطوطات، وورش المعالجة، كي تُمارس تلك المكتبات دورها التنويري والريادي.
ويُعتبر المجمع أحد أبرز المشروعات العلمية والحضارية, كون العناية بالمكتبات العامة والمكتبات الوقفية من أهم أوجه نشر المعرفة وتعميمها على أفراد المجتمع، وهو مظهر حضاري اهتمت به الدولة بإنشاء عدد من المكتبات العامة التي تشع نور العلم وتشبع نهم الباحثين، وسيدعو ذلك الباحثين عن كنوز التراث للإستفادة من محتويات هذه المكتبات في مكان عام تتوفر فيه الوسائل الحديثة التي تسهم في نشر العلم والمعرفة.
وتأسس مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة بناءً على الأمر السامٍي الكريم الرقم 37715 في 9-8-1436، ثم أصدر خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، قرارًا بإنشاء المجمع وتنظيمه بتاريخ 15-9-1437. ونص ذلك القرار على نقلِ مقتنياتِ مكتبةِ الملكِ عبدالعزيز كاملةً من مكتباتٍ وقفيةٍ ومخطوطاتٍ ومقتنياتٍ وكتبٍ نادرة ومجموعاتٍ متنوعةٍ إلى المجمع مع مراعاةِ شرطِ الواقف، فأصبحت هذه النفائسُ ومصادرُ المعرفةِ مُنذ ذلك اليوم من مقتنياتِ المُجمعِ التي يفاخر بها المجمع، وينميها ويديرُها بهدف خدمة العلم والبحث العلميِّ والمعرفةِ والثقافة الانسانية بدون حدود، برؤية تهدف لخدمة الإنسان في المدينة المنورة والعالم كله من أرض المدينة، أرض السلام.
وللمجمع رؤية عالمية تهتم بالإنسان وبالبحث العلمي والعناية بالتراث والمكتبات الوقفية وتشجيع إهداء الأفراد والمؤسسات المصادر النادرة والمهمة للعلم من مصادر التراث المخطوط أو المطبوع أو الآثار والمقتنيات الإسلامية أو التراثية أو تلك التي تهتم بالفنون الاسلامية , ولا يوجد مكان أفضل من إتاحة العلم عبر مؤسسة تحمل اسم المؤسس رحمه الله في بلد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتُحفظ في طيبة الطيبة وتتاح للعلم والدارسين أينما وجدوا.
ويضم المجمع مجموعةَ من أشهر المكتبات الوقفية في العالم, من أشهرها مكتبةٌ المصحف الشريف ومكتبةٌ الشيخ عارف حكمت - رحمه الله- والتي أشتهرت عالمياً منذ أن كانت جنوب الحرم النبوي الشريف قبل التوسعات واستمرت العناية بها والحفاظ على ممتلكاتها واتاحتها للباحثين دون توقف، والمكتبة المحمودية، ومكتبة المدينة المنورة العامة، ومكتبات مدارس : الإحسائية ، والساقزلي، والشفاء، والعرفانية، والقازانية، وكيلي ناظري، إضافة إلى مكتبات: رباط الجبرت، ورباط سيدنا عثمان -رضي الله عنه-، ورباط قرة قرة باش، ورباط بشير أغا، ومكتبات لبعض علماء المدينة المنورة أمثال الشيخ محمد ابراهيم الختني، والشيخ عبدالقادر شلبي، والشيخ عبدالرحمن الصافي، والشيخ عمر حمدان، والشيخ محمد نور كتبي، ومعالي السيد حسن كتبي، والشيخ محمد الخضر الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الخيال، والشيخ عبدالقادر الجزائري، والشيخ عمار الأزعر الهلالي، والشريف عبدالعزيز محمد المراكشي، والسيد عباس أحمد صقر الحسيني، والدكتور محمد الرويثي، والشيخ محمد علي المويلحي، والشيخ سالم أحمد نعمان، والشيخ أحمد بن عبدالقادر قشقري، والشيخ محمد علي ناصر الصافي، والشيخ محمد حميد الحميد، والأستاذ عبدالعزيز الربيع، والدكتور عبدالله بن محمد سعد الحجيلي وغيرُها. ويصل عدد المجموعات الموقوفة إلى أربع وثلاثين مجموعة، تتمتع بالرعاية واحترام قواعد وأصول الوقف، الذي يمثل مزية لإستمرار الخير والإنتفاع به إلى قيام الساعة , كما يتم تقديم الخدمات للباحثين والدارسين الذين يفدون للمجمع للبحث في هذه المجموعات.
ويفخر المجمع بمكتبة المصحف الشريف التي تحوي (1878) ألفا وثمان مئة وثمانية وسبعين مصحفا مخطوطا ، و (84) أربعًا وثمانين ربعةً قرآنية نادرة.. ويعود تاريخ أقدم مصحف إلى العام 488 ه وهو بخط علي بن محمد البطليوسي، وقد كتب على رق الغزال , ويتلوه مصحف كتب عام 549 ه وهو بخط أبي سعد محمد اسماعيل بن محمد وأهدي عام 1253 ه.
ومن مخطوطات المصاحف المتميزة بالمجمع مصحف مخطوط بخط غلام محي الدين سنة 1240 ه مقاسه (142,5 x 80 سم ووزنه 154 كيلوجرام) وهناك خزانات ذات قيمة تاريخية أهديت للمجمع في فترات تمثل قيمة فنية وتاريخية , و أيضا مصحف أهداه السلطان قايتباي وهو يمثل تحفة في مجال الخط العربي وفنونه وجماليات الألوان وسيقوم المجمع بعمل دراسة تحليلية فنية تاريخية له اضافة لمصاحف كثر متاحة لطلبة العلم والباحثين , كما يضم المجمع مخطوطات نادرة يبلغ عددها (15722) خمسة عشر ألفا وسبع مئة واثنين وعشرين مخطوطا أصيلا، بالإضافة إلى المصورات على وسائط متنوعة، كما يضم (25000) خمسة وعشرين ألف كتاب تسمى بالكتب النادرة، وما يقرب من (100000) مئة ألف كتاب مطبوع كانت تمثل المكتبة العامة مع باقي أنواع المصادر , كما يمتلك المجمع مجموعة متميزة من اللوحات, كما يمتلك المجمع إضافة لمصادر المعرفة والعلم, مقتنيات وقطعٍ أثرية مثل الشمعدانات والمباخر والسجاجيد والستائر وأهمها ستائر من المسجد النبوي الشريف وستائر الكعبة ولوحات لها قيمة تاريخية وفنية وعلمية مثل لوحات للخطاطين زهدي وحقي وغيرهم من الخطاطين والقادة , وهذه المقتنيات لا تقدر بثمن تكون مقتنياته التي نأمل ونتطلع إلى أن تقدَّم للعالم عبرَ مقرّ دائم للمجمع وميزانية سنوية قريبا إن شاء الله لتحقيق خدمة الانسان المسلم وغير المسلم وإتاحة العلم والوصول له بالشكل اللائق بمقاصد الواقفين والعلماء وتحقيق رؤية الدولة حفظها الله لإشاعة واتاحة وخدمة العلم وتمشيا مع تعاليم ديننا الذي يشجع على اشاعة العلم والانتفاع به.
// يتبع //
19:22ت م
0301
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة.. حراك ثقافي ومصدر للعلم والمعرفة/ إضافة أولى واخيرة
ويأتي مشروع مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية ليرسم خارطة جديدة للمكتبات التي كان لها الدور الكبير في الحراك الثقافي بالمدينة المنورة , حيث يضم المجمع محتويات مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، والمكتبات الوقفية الأخرى، والتي لدى الأهالي الراغبين في خدمتها في المدينة المنورة وخارجها, مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية جاء ليضع مكتبات المدينة المنورة التاريخية في مسارها الصحيح، حيث تضمن التوجيه السامي التأكيد على تسمية المكتبات الوقفية بأسماء أصحابها داخل المجمع وفاء لهم وتذكيراً بجهودهم من الناحية التاريخية والعلمية مع الإلتزام بشروط الواقفين حسب ما تنظمه الشريعة الإسلامية الغراء, وهو الأمر الذي يحفز باتجاه إضافة مزيد من خزائن المعرفة من المكتبات والمخطوطات النادرة والثمينة لذلك المجمع الحضاري الرائد.
وكانت دارة الملك عبدالعزيز قد باشرت منذ صدور التوجيه السامي بإشرافها على البدء في حصر المكتبات وجمع المخطوطات والمقتنيات الأثرية وما ارتبط بتلك المكتبات من كتب ومطبوعات علمية وتاريخية , والبدء بعد ذلك في نقلها وفق تقنيات حديثة إلى المقر المؤقت لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية في الجامعة الإسلامية , وذلك بعد تكوين لجان إشرافية من دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز ومركز بحوث ودراسات المدينة , حيث تم نقل 150 ألف محتوى متنوع بين مقتنيات أثرية، وكتب ومخطوطات نادرة تمثل حقب تاريخية عدة، إلى مقر المجمع الموقت في الجامعة الإسلامية بالمدينة بشعار " من المكتبة إلى المجمع " حيث تم نقل محتويات 35 مكتبة وقفية، تحتوي نحو 19 ألف مخطوطة، و30 ألف كتاب نادر، و100 ألف كتاب مطبوع، و800 قطعة أثرية .
و جرى خلال عملية النقل حصر موجودات ومقتنيات المكتبات وضبطها في النظام، وتحويل طريقة التعرف على المواد إلى تقنية متطورة ، وحفظ وحماية موجودات المكتبة من مخطوطات وكتب ومقتنيات، وتسهيل عمليات متابعة الكتب وجردها آليًا، وتوفير نظام متكامل لمتابعة وإحصاء حركة الكتب داخل المكتبة وخارجها وإتاحة طباعة التقارير الدورية لضبط الجودة، وحفظ الكتب والمخطوطات والمقتنيات في مغلفات حماية مفرغة من الهواء، ونقلها إلى المكان المؤقت، علاوة على ضبط التسجيلات البيليوغرافية والإستنادية لمجموعات المكتبة , كما حضيت عملية نقل محتويات المكتبات برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس أمناء المجمع الذي تابع سير العمل وإجراءات نقل محتويات المكتبة إلى الموقع المؤقت بالجامعة الإسلامية , حتى يكتمل النقل إلى المجمّع وفق أحدث المواصفات الفنية و المهنية، وشاركت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بالعمل على إنجاز أعمال الترميم للموقع والتكييف وأجهزة المراقبة, كما قامت الجامعة الإسلامية بتهيئة المكان وترتيبه بينما قام مصنع كسوة الكعبة بالتنسيق مع إدارة المكتبة لمعاينة أحزمة الكعبة و الحجرة النبوية والستائر الذهبية، وجرى وضع خطة العمل اللازمة بخصوص العناية والترميم لهذه المقتنيات .
وقد حقق المجمع الآن في مقره المؤقت في الجامعة الاسلامية هدفَه الأول، وتجاوز مرحلة الخطر الذي كان يهدد هذه الكنوز، وحافظ عليها ولم يتوقف عن خدمة الباحثين والدارسين واستقبال الضيوف من مختلف الدول في يوم من الأيام , كما أن من أهم اهداف إنشاء المجمع التوسع عن طريق تشجيع أصحاب المكتبات والمخطوطات على إيقافها في هذا المجمع خدمة للعلم وطلبته وللثقافة في كل مكان، وتحقيق رؤيته العالمية الإنسانية وفق المعايير المهنية، من أرض السلام، مدينةِ المصطفى , كما أن المجمع وضعت له العديد من الأهداف التي تخدم الحراك الثقافي ومنها دوره في عرض المخطوطات والمقتنيات النادرة وفقاً لأحدث التقنيات، و ترسيخ دوره الثقافي والحضاري في رفد الحراك العلمي من خلال إقامة الندوات والفعاليات الثقافية والدورات العلمية واستقطاب الباحثين من شتى أنحاء العالم, حيث يمثل مشروع مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية مشروعاً حضارياً رائداً يتجاوز المحلية، سيكون له تأثير ثقافي، وإشعاع معرفي داخل المملكة العربية السعودية وخارجها كونه يحتوي أنفس المكتبات وأندرها الموجودة حالياً في مكتبة الملك عبدالعزيز, كما أن المشروع لن يجمع فقط الكتب والمكتبات ولكنه سيقدم كذلك إصدارات ثقافية، ويقيم لقاءات علمية وثقافية، ويزود من يحتاج إلى المعرفة من خلال ما يتوافر به من خدمات متعددة.
وتضم مكتبة الملك عبدالعزيز التي ستُنقل بجميع محتوياتها للمجمع بين جنباتها ما يقارب ألفي مصحف مخطوط حوتها مكتبة المصحف الشريف، وتعد ثروة علمية لدراسة الخطوط وتطورها عبر العصور الإسلامية، بالإضافة إلى نحو 14 ألف مخطوط أصلي في فنون متعددة وعدد كبير من المصورات الورقية والميكروفيلمية، إلى جانب 25 ألف كتاب نادر تمثل جزءاً كبيراً من المكتبات الموقوفة، و40 ألف مطبوع حديث.
يُذكر أن قصة نشأة المكتبات في المدينة المنورة أتت انطلاقاً من المسجد النبوي الشريف، وما كان يؤديه للعلماء، وقد تضمن المسجد النبوي مكتبات كانت حصيلة ما وقفه الملوك والحكماء والعلماء والأثرياء في مراحل تاريخية مختلفة , ففي عام 580ه، كانت في المسجد النبوي (خزانتان كبيرتان محتويتان على كتب ومصاحف موقفة). وكانت لإبراهيم بن رجب بن حماد الرواشي الكلابي المتوفى 755ه كتب نفيسة وقفها بالمسجد النبوي. ووقف سلطان بلاد فارس شاه شجاع بن محمد بن المظفر اليزيد المتوفى 787ه خزانة كتب بالمسجد النبوي عند زيارته للمدينة، ثم توالت بعدها عدد من الخزانات الوقفية , بالاضافة إلى انتشار مكتبات الأفراد والمساجد والمدارس والأربطة، فقد كان لعروة بن الزبير-وهو من الفقهاء السبعة بالمدينة- مكتبة تحتوي كثيراً من الموضوعات الفقهية والتاريخية قام بإحراقها يوم الحرة سنة 63ه حينما أحس بالذنب لجمعه كتباً أخرى سوى القرآن الكريم .
ومن وراء نظرة تاريخية فإن مكتبات المدارس لقيت اهتماماً خاصاً بينها المدرسة الشهابية بالمدينة المنورة، وهي من المدارس الكبيرة في القرن الثامن الهجري، وحظيت مكتبتها باهتمام ملحوظ من قبل المقيمين بالمدينة المنورة والقادمين إليها فوقفوا عليها كتباً كثيرة.
وكانت مكتبات المدينة المنورة قد بلغت في أواخر العهد العثماني 88 مكتبة موزعة بين مكتبات مدرسية ومكتبات أربطة ومكتبات خاصة، في حين أن الكثير من هذه المكتبات استخدمت كمكتبات عامة يؤمها من شاء من طلاب العلم والمعرفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.