_ أحمد صالح أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، أن كوكب زحل سيصل يوم غد الأربعاء إلى "التقابل" والاقتراب لأقرب نقطة إلى الأرض، ويكون قرصه بالكامل مضاءً بنور الشمس. وقال أبوزاهرة: إن زحل سيكون في قمة لمعانه مقارنةً بأي وقت آخر خلال السنة، ويكون مرئياً بقبة السماء طوال الليل، وهو أفضل وقت لرصد وتصوير الكوكب وبعض أقماره بسماء السعودية والوطن العربي. وأضاف أن كوكب زحل سوف يظهر للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية بلون ذهبي، ويمكن تحديد مكانه بسهولة هذا اليوم، حيث سيقع بالقرب من القمر البدر، وعند استخدام تلسكوب متوسط الحجم أو أكبر يمكن رؤية حلقات زحل وبعض أقماره البراقة. وتابع: المقصود بالتقابل هو أن الكوكب يقابل الشمس في سماء الأرض، وفي هذا الوقت فإن "زحل" سيشرق مع غروب الشمس، ويبقى مشاهداً طوال الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي. وأردف: على الرغم من أن زحل في أقرب نقطة من الأرض خلال السنة في نفس يوم التقابل، إلا أن الكوكب لن يكون قريباً فعلياً كما قد يتصور البعض، ف"زحل" يبعد 10 مرات المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس. واستطرد أبوزاهرة قائلاً: الكوكب سيكون في وضعية مناسبة للرصد، ليس فقط في يوم التقابل بل خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر 2018، وسيبقى "زحل" في سماء الليل حتى ديسمبر 2018، وحتى ذلك الوقت سيظل الكوكب أمام نجوم القوس. وأضاف: ظاهرة تقابل زحل تحدث متأخرة بنحو أسبوعين كل سنة، لذلك فإنها وفي العام المقبل 2019 ستحدث في 9 يوليو، وفي هذا العام سنستمتع برؤية "زحل" في ليالي فصل الصيف بالنصف الشمالي للكرة الأرضية. وتابع: على مستوى النظام الشمسي، فإن ظاهرة التقابل لا تحدث أبداً لكوكبي "عطارد" و"الزهرة"؛ لأنهما يتحركان بين الأرض والشمس، في حين أن الكواكب التي تتحرك خلف مدار الأرض وهي "المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون" يمكنها أن تصل للتقابل. وبين أن كوكب "المريخ" يقع في التقابل كل سنتين، و"المشتري" يقع في التقابل متأخراً بشهر كل سنة، في حين أن "زحل" يقع في التقابل متأخراً بأسبوعين كل سنة، ويمكن أن نلاحظ أنه كلما ابتعد الكوكب عن الشمس كلما قلت الفترة الزمنية بين تقابلين متتاليين. وأوضح أبوزاهرة أن زحل هو الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس، وهو أبعد كوكب في نظامنا الشمسي يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، وتم الكشف عن حلقاته منذ القرن "17"، وفي القرن العشرين استطاعت المركبات الفضائية الكشف عن العديد من الحلقات الرقيقة والخافتة التي تتكون من جزئيات صغيرة من الجليد بعكس ما كان يُعتقد سابقاً عن وجود ثلاث حلقات فقط.