تقع الكرة الأرضية السبت (10 مايو 2014) بين كوكب زحل والشمس، وتصبح جميعها على استقامة واحدة في ظاهرة تسمى "التقابل"، وهو أفضل وقت لرؤية كوكب الحلقات من خلال التلسكوب في عام 2014 في كافة مناطق السعودية والمنطقة العربية. ويرجع سبب حدوث ظاهرة التقابل إلى سرعة حركة الأرض في مدارها حول الشمس، وذلك يتسبب في جعل الأرض تقع بين زحل والشمس في كل سنة، وعندها كوكب الحلقات يكون قريبًا إلى الأرض حسب المقاييس الفلكية، ووجهه مضاء بالكامل بنور الشمس. ومن خلال العين المجردة سيبدو مثل نجم براق ثابت البريق، ومن خلال تلسكوب متوسط يمكن رؤية حلقاته وبعض من أقماره البراقة، وفق ما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة في بيان وصل "عاجل" نسخة منه الجمعة (9 مايو 2014). وحاليًّا زحل يسطع في الأفق الشرقي عند حلول ظلمة الليل، ويظهر بلون ذهبي ما يجعل تعرفه في غاية السهولة جدًّا، ويكون مشاهدًا طوال الليل، ويكون في أفضل أحواله عند منتصف الليل، ويبلغ لمعانه الظاهري +0.1 وحلقات الكوكب ستكون مائلة مفتوحة بمقدار 23 درجة بالنسبة لخط الرؤية للراصدين على الأرض، وتكون منبسطة طوال عام 2014. وبسبب حركة الأرض السريعة في مدارها حول الشمس التي تبلغ 18 ميلا في الثانية مقارنه بزحل الذي يتحرك بحوالي 6 أميال في الثانية، فإن ظاهرة التقابل لا تبقى لفترة طويلة، وقريبًا سوف تتقدم الأرض في مدارها عن زحل. أما الكواكب الداخلية، وهي عطارد والزهرة، فلا يمكن لهما أبدًا أن يقعا في التقابل؛ لأنهما يدوران حول الشمس في داخل مدار الأرض. لذلك فإن الكواكب التي تقع خلف الأرض فقط، وهي المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون يمكنها أن تصل إلى التقابل مع الشمس في سماء الأرض. وزحل هو الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس، وهو أبعد كوكب يمكن رؤيته بالعين المجردة بسهولة، وهذا الكوكب يعود إلى التقابل متأخرًا حوالي أسبوعين في كل عام. ولو كانت السماء غائمة أو أحوال الطقس غير جيدة لرصد زحل يوم التقابل فلا يوجد مشكلة؛ فزحل سوف يكون في وضعية ممتازة للراصدين في السعودية طوال شهر مايو وخلال فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.