ازد - حلب - C N N- بدأ الجيش السوري النظامي السبت بشن هجوم عسكري لاستعادة أحياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب من حي صلاح الدين ، في حين أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 41 قتيلا في مدن سورية عدة. تشهد بعض أحياء مدينة حلب، السبت، أعنف اشتباكات بين قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام السوري، منذ بدء الانتفاضة قبل 17 شهراً، مع انطلاق معركة الحسم على ثاني أكثر المدن السورية. وقالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" المعارضة إن قوات النظام، ومنذ فجر السبت، تقصف بشكل متواصل ودون توقف، المدينة حيث لقي عشرة اشخاص مصرعهم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يمكننا القول إن الهجوم بدأ"، موضحا أن "اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء" من المدينة. وأشار إلى "تعزيزات عسكرية للجيش السوري قادمة إلى حي صلاح الدين" الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين. وأضاف أن "حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار". وتحدث عن "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح السبت استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين". وتابع "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة". كما أشارت إلى مصرع 52 شخصاً، على الأقل، بأنحاء متفرقة من سوريا، من بينهم 17 قتلوا في دمشق . وفي وقت سابق السبت، قالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" إن ضاحية "صلاح الدين" ضمن عدد من ضواحي حلب، تعرضت لقصف من جانب الجيش السوري، بعدما شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للنظام والجيش السوري الحر. وفي ذات الوقت، تعرضت مدينة "حماة" لهجوم عنيف عقب دفع نظام بشار الأسد بتعزيزات عسكرية للمنطقة من بينها 200 مركبة عسكرية، على ما أوردت اللجان. الاستعداد ل"أم المعارك" في حلب واستعد الجانبان لمعركة الحسم على حلب، والتي يدعوها النظام "أم المعارك"، وقام كل منهما بدفع المزيد من التعزيزات نحو المدينة، وفق مالك كردي، نائب قائد "الجيش السوري الحر." وأشار كردي إلى أن بعض مناطق المدينة أصبحت "مدن أشباح" بعدما هجرها السكان، مضيفاً: "الناس يفرون المدينة بإتجاه الضواحي.. أعتقد أنهم يشعرون بأن هناك معركة كبيرة على وشك الاندلاع... معركة حاسمة." وقد تحدد "أم المعارك" مصير نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تصدى بعنف لانتفاضة شعبية سلمية في مارس/آذار عام 2011 تحولت لاحقاً إلى تمرد مسلح، وفق خبراء. وقال أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية ب"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" إن إخفاق الجيش السوري في حلب "سيكلف النظام غالياً.. فإذا نجح في هزيمة المتمردين فأن هذا النزاع سيمتد لفترة طويلة." وفي الأثناء، قال ناشطون إن قوات النظام تمنع دخول الوقود والمواد الغذائية إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وأفاد أحد سكان ضاحية "صلاح الدين" ويدعو "أبو عمر": إنهم يحاصرون منطقتنا.. هناك شح في الطعام كما أجزاء من المدينة تعاني من انقطاع الكهرباء." قلق دولي من معركة حلب يبدي المجتمع الدولي قلقاً عميقاً إزاء عملية حلب المرتقبة وقد أطلق قادة العالم مناشدات للنظام السوري من أجل وقف الهجوم على المدينة التي تتعرض لهجمات شرسة منذ أسبوع. وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن هجوم الحكومة السورية على مدينة حلب "تصعيد غير مقبول بالمرة" للصراع. وأضاف في بيان: "يساورني قلق عميق بسبب التقارير التي أفادت بأن الحكومة السورية تحشد قواتها ودباباتها حول حلب وبدأت بالفعل هجوما ضاريا على المدينة وسكانها المدنيين." ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون: "أحث الحكومة السورية وقف الهجوم.. العنف من جانب الطرفين يجب أن يتوقف لإنهاء معاناة المدنيين في سوريا." كما أبدى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، قلقه من التطورات في حلب وقال إن استخدام النظام السوري "الأسلحة الثقيلة والطيران في مدينة مكتظة بالسكان يشكل "جريمة دولية." وفي نيويورك، عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها البالغ إزاء التهديدات التي تواجه المدنيين في سوريا، وحضت الحكومة السورية وقوات المعارضة على "حماية المدنيين والالتزام بقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي أو مواجهة العواقب."