: كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من المركز الطبى بجامعة تكساس الجنوبية الغربية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عن إستراتيجية جديدة لعلاج مرض السكر من النوع الثانى، أحد أصعب الأمراض المزمنة التى تصيب ما يزيد عن 350 مليون شخص حول العالم، مؤكدة أنها ستوفر أفضل الحلول العلاجية لمرضى السكر وستخفف كثيراً من الأعراض التى يشعرون بها ومن مضاعفات المرض وستعيد للبنكرياس وظائفه الطبيعية مرة أخرى خلال فترة وجيزة. وتتلخص الإستراتيجية الجديدة لعلاج مرض السكر فى استخدام ما يعرف ب"العلاج المكثف"، حيث يعتمد على علاج المرضى بشكل فورى ومبكر عقب اكتشاف الإصابة بالمرض، وذلك بإخضاع المرضى لجرعات مكثفة من الأنسولين لمدة 3 شهور مع استخدام أحد الأدوية المضادة للسكر فى نفس الوقت مثل الميتفورمين. وأشارت الدراسة أن الإستراتيجية ستؤدى لعلاج سريع وأفضل لمرض السكر من النوع الثانى، حيث تعتمد فكرته الأساسية على تقليل الزمن الذى يتعرض فيه الجسم لارتفاع الجلوكوز بالدم، وذلك لما له من أضرار كبيرة على معظم أعضائه الحيوية، لافتة إلى أن البنكرياس وخلايا بيتا نجحت فى إفراز الأنسولين بشكل طبيعى لمدة 3 أعوام ونصف عقب اكتشاف المرض. وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية " Diabetes Care"، وذلك بالعدد الصادر فى الأول من شهر يوليو القادم، وكما ظهرت على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثامن والعشرين من شهر يونيو الجارى، وقامت المعاهد الوطنية للصحة بالولاياتالمتحدةالأمريكية بدعمها مادياً. وتختلف إستراتيجية العلاج المكثف اختلافاً جذريا عن الإستراتيجيات السابقة التى وضعتها المنظمات الطبية المختلفة، والتى تعتمد على الخضوع أولاً لعدد من التوصيات الصحية التى يجب أن يلتزم بها المريض قبل أن يخضع للعلاج، مثل فقدان الوزن والالتزام بنظام غذائى محدد، ليحصل بعد ذلك على أحد العقاقير المضادة للسكر، وهو الميتفورمين، ولا يُستخدم الأنسولين إلا عندما يصل المرض إلى مراحل متأخرة، وهو ما يؤدى لتطور المرض بشكل أكبر ويتعرض المريض لمشاكل كبيرة نتيجة لارتفاع مستوى الجلوكوز بالدم. وأضافت الدراسة أن العلاج المكثف نجح أيضا فى ضبط مستوى السكر فى الدم بشكل دائم، وأظهر أماناً وكفاءة كبيرة وتقبل المرضى الخضوع له بصدر رحب ونال استحسانهم.