ضبطت الجهات الأمنية بجدة سمسار المتسوّلين بعد متابعة أمنية له، نفذها رجال البحث والتحريات، والذي يعمل على توزيعهم ونشرهم على الكورنيش والمجمعات التجارية بجدة، مقدّماً لهؤلاء المتسوّلين مقراً للسكن والإقامة بأحد المنازل، التي قام باستئجارها الوافد الذي يقيم بصورة نظامية في البلاد. وتعقبت أجهزة الأمن السمسار منذ وجوده على كورنيش العروس والبدء في جمع المتسوّلين من الأطفال والنساء والمسنين، الذين سبق وتركهم هناك، وذلك في ساعات متأخرة من الليل، حتى تحديد مقر سكنه، ليتم كشف أشهر محالّ الأوكار التي يديرها وافد لتوزيع المتسوّلين بالطرقات والأماكن العامة بجدة. وذكرت صحيفة "المدينة" أن تفاصيل القبض على المتّهم الرئيسي بدأت من خلال عمليات المتابعة الميدانية السرية للمعلومات التي تلقتها أجهزة الأمن، والتي أشارت إلى وجود وافد يعمل على نشر أشخاص مسنّين من نساء وأطفال على المواقع العامة، بغرض التسوّل وأنه قام بتوفير المسكن لهم، ويعمل على نشرهم في ساعات النهار الأولى ونقلهم من مكان لآخر، ومن ثمّ العودة إلى تجميعهم في آخر الليل ومقاسمتهم في الغلة التي حصلوا عليها من عمليات التسول التي قاموا بها. وكان مدير التنظيم يركز في نشره للمتسوّلين على مداخل المنتزهات والمطاعم، وكذلك نشرهم على طول الكورنيش في الفترة المسائية، ويعود في ساعات متأخرة لنقلهم إلى مسكنهم. ولاحظت الفرق السّرية أن الوافد يقوم بإنزال أحد المتسولين وهو يعطيه التعليمات الأخيرة عن مكان التواجد ووقت العودة وكيفية الالتقاء به لاحقاً، ليتابع رجال البحث المتسول والسمسار، وتم تحديد مقر مسكنه وهناك تواصلت التحريات حتى عاد السمسار إلى رفاقه بكورنيش جدة، وبدأ في تجميعهم من جديد ومقاسمتهم الغلة التي حصلوا عليها، غير أن رجال الأمن ألقوا القبض عليه وبرفقته عدد من المتسولين. وقال الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر بن داخل الجعيد: إنه تم القبض على وافد يحمل إقامة نظامية كان قد أعدّ مسكناً لوافدين مخالفين من بني جلدته منهم أطفال ومسنون ونساء، ويقوم بنشرهم في المراكز العامة والمواقع الترفيهية لغرض التسول ومقاسمتهم ما يحصلون عليه، وقال إنه تم إيقاف الوافد وبرفقته عدد من المتسولين الذين ضبط بحوزتهم مبالغ مالية. وحذر الجعيد من التعامل مع المتسولين أو التعاطف معهم، مؤكداً أن جميع المتسولين يقف خلفهم سمسار، يعمل على توزيعهم ونشرهم وتأمين تنقلاتهم من مكان لآخر، ومن البديهي السؤال عن كيفية وصول هؤلاء المتسولين إلى هذه المواقع لولا وجود شخص ينتفع من ورائهم.