: يقضي حسن السوادي (30 عاماً) وهو أحد شباب قرية رجال ألمع في منطقة عسير جل وقته في توثيق المناسبات التراثية والتاريخية التي تقام في القرية، إلى جانب توثيق عمليات الترميم التي يقوم بها الأهالي بجهود فردية متواضعة على فترات متقطعة. يقول حسن ل ''الاقتصادية'': إن حسه الوطني وحبه وعشقه لتراث الأرض التي يعيش فيها يدفعه لتوثيق كافة المناسبات والحفلات التراثية التي تقام في القرية، ويضيف: ''أنهيت دراسة المرحلة الثانوية ثم ركزت اهتماماتي على التصوير الفوتوغرافي أو الرسمي وحاولت تطوير قدراتي عبر دورات متخصصة في المونتاج والإخراج في جمعية الثقافة والفنون في أبها''. حرص حسن السوادي الذي كان يوثق عملية ترميم لأحد المباني التاريخية القديمة في قرية (رجال) أثناء وجودنا على إظهار قدراته الإبداعية على التصوير من جميع الزوايا إضافة إلى تقديم شرح واف عن تاريخ هذه المباني وقاطنيها في الماضي، ويردف قائلاً: ''من الجميل أن يتعرف الشخص على ماضي أجداده وآبائه، أقوم بتصوير جميع المناسبات والأعراس التراثية في القرية وأحرص عليها''. ويطمح الشاب الألمعي لأن ينخرط في سلك الإعلام بشكل عام والتراثي على وجه الخصوص، ويتابع: ''أتمنى أن أجد المكان أو الجهة التي أستطيع من خلالها إظهار تاريخ وتراث بلادي بالشكل والصورة اللتين تليقان بهما''. إلى ذلك، يوضح علي مغاوي وهو أديب وشاعر من أهالي القرية أن حسن يلقب بصاحب مؤسسة ليالي ألمع، ويضيف: ''إنه يفرض حسه التراثي والوطني على مناسباتنا ويقوم بعملية مونتاج كفيلة بالوصول إلى الناس، كما أنه يعرض خدماته على أبناء القرية للتصوير في المناسبات التراثية رغبة منه في التوثيق''. يذكر أن ''رجال ألمع'' اسم يطلق على قبيلة، وفي نفس الوقت يطلق على محافظة تقع في الجهة الغربية من منطقة عسيرجنوب السعودية، وعلى مسافة 45 كيلو مترا غرب مدينة أبها وهي منطقة جبلية يحدّها من الشرق مركز السودة، ومن الشمال محافظة محايل عسير، ومن الجنوب محافظة الدرب، ومن الغرب البحر الأحمر. وقبائل ''رجال ألمع'' من أكبر قبائل تهامة وأكثرها سكاناً، إذ يبلغ عدد السكّان نحو 150 ألف نسمة تقريباً.