تجاوبا مع ما نشرته صحيفة «شمس» من تعرض حصون رجال ألمع والمشهورة ب«قرية رجال ألمع »، إلى الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة رجال ألمع، وجه الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المهندس المتخصص في العمران القديم صادق حسين وذلك لتقييم وضع الانهيارات في حصون قرية رجال ألمع الأثرية. هذا وقد وقف، أمس الأول، المهندس المنتدب إلى «رجال» على الأضرار التي تعرض لها معلم رجال ألمع التراثي وقام بتصوير الموقع كاملا تمهيدا لدراسة إعادة القرية إلى وضعها الطبيعي، ومحددا للمبلغ الذي يمكن أن يكلفه ذلك العمل، الذي قال إنه سيرفع «تقريرا عاجلا ومفصلا إلى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للبدء في عملية الترميم». المثقف والمهتم بالتراث العسيري علي مغاوي قال إن «قرية رجال» مثل غيرها من قرى منطقة عسير تتعرض مع كل موسم مطر إلى خسارة أثر مادي مهم خاصة أن هذه الحصون الأثرية مهجورة من أهلها منذ عشرات السنين. وأضاف أن التفاصيل التي يعرفها أهل القرية من خلال خبرتهم في ترميم الحصون ربما تمثل مع الروتين الإداري في الهيئة العامة للسياحة والآثار سببا للتأخير يؤدي إلى سقوط غيره خاصة أن حصون القرية متلاصقة وربما استند بعضها إلى بعض من جهة، ومن جهة أخرى فإن أخشاب السقوف التي تهاوت أحدثت فتحات في جدران الحصن والحصن المجاور له. وتساءل مغاوي: «من أين للمهندس بتقدير حقيقي لكلفة جلب الأحجار من الجبال التي تتوافر فيها «البواني والحداد والكرس» ومن أين لمؤسسة غير محلية أن تتكفل بجلب «المرو والكحل» وهي صخور خاصة يعرفها المحليون، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وقد أتم الحديث مع المهندس الزائر حول هذه الأمور». وعن حال المباني القديمة في منطقة عسير قال مغاوي «إنها تحتاج إلى سن قوانين صارمة تكفل العناية بها والحفاظ عليها حتى من عبث ملاكها باعتبار أن كل قديم تراثي تحول إلى قيمة وطنية وإرث حضاري تتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤوليته» .