: كشفت جولة ميدانية لشبكة (المسلم) على بعض مكتبات الكتاب المستعمل في الرياض عن تصدر كتب الفقه الاسلامي والسيرة لمبيعات تلك المكتبات وإنها تشكل الجزء الاكبر من تعاملاتهم سواء في البيع للمرتادين الافراد او الذين يرغبون في شراء مجموعات كبيرة من الكتب. وبحسب ما تبين من التطواف على المكتبات فان الكتب الاسلامية (كل ما يتعلق بالدين الاسلامي من عبادات ومعاملات وسيرة وقضايا النوازل) تمثل ما نسبته 90 في المائة من موجودات هذه المكتبات، وان حركة البيع والشراء فيها هي الاعلى دائما من مجموع سائر الكتب المتنوعة الاخرى. وتعرف مدينة الرياض هذا النوع من المكتبات (مكتبات الكتاب المستعمل) منذ نحو ثلاثين عاما، وتنتشر في كافة ارجاء المدينة، وتعتبر هذه المكتبات مستودعات للكتب القديمة والمخطوطات، ويقبل عليها الكثير من محبي القراءة والكتب، بحثا عن نوادر الكتب والمجلات والدوريات، اضافة الى الطلاب الجامعيين الذين يتجهون لهذه المكتبات بحثا عن الكتب والمراجع الجامعية المتعلقة بتخصصاتهم لرخص ثمنها بالمقابل مع الكتب الجديدة. ويذكر (عبد الرحيم طريفي) احد العاملين في واحدة من مكتبات الكتاب المستعمل بشرق الرياض ان مكتبته تعتمد على بيع الكتاب الاسلامي بكافة تخصصاته، وان الطلاب والشباب هم الفئة الاكثر اقبالا على ارتياد المكتبة، ولفت ايضا الى ان هناك بعض كبار العلماء يأتون ايضا الى المكتبة بحثا عن كتب قديمة او طبعات قديمة لبعض الكتب الشهيرة. واوضح ان كتب الشيخ بن تيمية وتلميذه بن الجوذية وكتاب المغني لابن قدامة وسيرة ابن هشام وزاد المستقنع للشيخ محمد بن عثيمين وفتاوى الشيخ بن باز هي من بين الكتب الاكثر طلباً، وذلك برغم قدم هذه الكتب وتعدد طبعاتها في السوق. وعن الفرق بين الكتب المستعملة والكتب الجديدة في مكتبات الكتاب المستعمل، قال ان ما يجمع بين هذه الكتب هو انخفاض ثمنها، وان مكتبات الكتاب المستعمل برغم تخصصها في بيع المستعمل من الكتب إلا انها لا تحصر نفسها في ذلك وإنما تحرص على تواجد الكتب الجديدة ايضا على ارففها، ولفت الى ان الاقبال على الكتب الإسلامية يجعل المكتبات حريصة على البحث عن هذه الكتب في كل مكان، وأكد ان الطبعات المختلفة للكتب الاسلامية العريقة كمجموعة المغني تجعل البعض يحرص على شراء اكثر من طبعة وهذا ربما يفسر الاقبال على هذا الكتاب تحديدا. من ناحيته يشير (انس عبدالله) الى ان الكتب الاسلامية هي التي تحقق المردود المالي لمكتبات الكتاب المستعمل، وشبه دور مكتبات الكتاب المستعمل بالمصانع التي تدير تدوير المنتجات، وقال ان انخفاض مستويات الاسعار في هذه المكتبات تحفز الناشئين على الشراء والقراءة، وكشف عن ان هناك عدد من اهل الخير يزودون المكتبة بكتب ويشترطون عليهم توزيعها مجانا، وقال ان هذا يحدث عندما يكون صاحب المكتبة موثوق فيه وله معرفة باهل الاحسان. يشار الى ان تجارة الكتاب المستعمل انتشرت مع نشأة المطابع في دول العالم الاسلامي مع النصف الأول للقرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان الوراقون هم أهل هذه التجارة، وذلك في المخطوط الذي ينسخونه نسخاً ثانية، فيما تعود نشأة مكتبات الكتاب المستعمل في المملكة إلى أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم، وظهرت اول مكتبة للكتاب المستعمل في الرياض في منطقة (حراج بن قاسم) وهي المكتبة التي كانت مشهورة باسم مكتبة (قيس).