: تصاعدت شكاوى أهالي عدد من محافظات منطقة عسير وعلى رأسها محايل عسير 80 كيلو مترا شمال غرب مدينة أبها ضد آبار مكشوفة تركت في العراء دون حواجز أو أغطية أو علامات تحذيرية، ما جعلها تشكل مصدر خطر بالغ على الأرواح والمواشي في المنطقة. ورصدت ''الاقتصادية'' في جولة ميدانية بعضا من الآبار المكشوفة، وقد تساوت فوهات بعضها (قطرها ثلاثة أمتار) مع سطح الأرض وبالقرب من التجمعات السكانية والمدارس وتقع بمحاذاة بعض الطرق التي يعبرها ويسلكها المارة خاصة طلاب المدارس بصفة مستمرة. وأكد ل ''الاقتصادية'' عدد من الأهالي أن تلك الآبار المكشوفة زرعت القلق لدى نفوس السكان والزوار من خارج المنطقة، وقالوا: ''إن تلك الآبار تتربص بأرواح أبنائنا ومواشينا، فلا يكاد يمر وقت إلا وتكون هناك حادثة سقوط''. ويعود انتشار الآبار بشكل لافت في محافظة محايل عسير وغيرها من محافظات منطقة عسير إلى طبيعة المنطقة الزراعية، إذ إنها كانت تستخدم لتخزين مياه الأمطار، وقد زاد من انتشار الآبار اختلاف الطبيعة الجيولوجية للمنطقة عن غيرها من المناطق بموقعها الجغرافي والظروف المناخية التي تشهدها المنطقة. وبحسب سعد إبراهيم الفلقي أحد أهالي المنطقة فإن تلك الآبار المكشوفة تعد قنابل موقوتة تتربص بالناس والحيوانات على حد سواء، منبها إلى أنه إلى جانب خطورتها على السكان فإن هناك تخوفا أيضا من استغلالها من قبل بعض ضعفاء النفوس في إخفاء جرائم لا سمح الله ، إضافة إلى كونها مصائد خطرة للعابرين الذين لا يعرفون طبيعة المنطقة وحقيقة تلك المواقع أثناء الليل، خاصة أن بعضا من تلك الآبار ذات فتحات كبيرة ويتساوى مع سطح الأرض ويخلو من الحواجز والأغطية والعلامات البارزة والتحذيرات. وقال مفرح يحيى الألمعي أحد المواطنين : إن الآبار المكشوفة تنتشر في أغلب أرجاء المنطقة ومنها ما هي قديمة جدا ومنها ما حفرت حديثا، بهدف تأمين السقيا والري للمحاصيل الزراعية وإن أغلبها يفتقر إلى وسائل السلامة تماما ما يشكل خطورة بالغة في حالة السقوط فيها - لا سمح الله -. وأمام ذلك أكد العقيد محمد العاصمي الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة عسير، أن المديرية قامت بحصر الآبار في جميع محافظات المنطقة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة للوقوف على مدى توافر وسائل واشتراطات السلامة في تلك الآبار وجرى رفعها للجهات العليا لإقرار وتفعيل التوصيات التي اشتملتها تقارير وتوصيات تلك اللجان، وبناءً على ذلك صدرت التوجيهات السامية بإقرار عدد من التوصيات وإنفاذها. وفيما اعترف العاصمي بأن تلك الآبار تنطوي فعلا على بعض المخالفات والتجاوزات التي تضر بالمواطنين والتي عادة ما تخلف حوادث سقوط وغرق بسبب ترك الآبار مكشوفة، إلا أنه لفت إلى أنه تم توجيه مشائخ القبائل والنواب والعمد من قبل إمارة المنطقة للتفاهم مع أصحاب الآبار وحثهم على معالجة الوضع وتوفير أغطية آمنة لها، وتأمينها بجميع وسائل ومتطلبات السلامة. وأفاد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة عسير بأن هناك لجنة مشكلة لهذا الخصوص، داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن مثل هذه الآبار، إذ إنه يصعب على الدفاع المدني حصرها إلا بتعاون وتكاتف الجميع. وقال: ''إن الدفاع المدني يتعامل مع هذه البلاغات والآبار المكشوفة بجدية ويتخذ الإجراءات الفورية والعاجلة تجاهها مع جميع الجهات والقنوات ذات العلاقة بما فيها إمارة المنطقة''.