تجذب المجوهرات والحلي الكثيرين. ولكن "ليس كل ما يلمع ذهبا". فرغم أن ارتداء هذه المجوهرات يزيد من جاذبية مرتديها، إلا أن مفعولها قد يكون عكسيا في بعض الأحيان. والسبب هو أحد المعادن. يصاحب ارتداء الحلي والمجوهرات أحيانا حكة شديدة ومن ثم ظهور بقع جلدية حمراء. وليس هذا فحسب، بل وفي بعض الحالات قد تسبب هذه الحلي انتفاخات مائية تحت الجلد. أما تفسير ذلك فهو معدن النيكل الذي غالبا ما يستخدم في صناعة المجوهرات. فعند ملامسة هذا المعدن لمواد تحتوي على النيكل تنتقل أيونات المعدن عبر العرق إلى الجلد، ما يسبب للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه المعدن حكة شبيهة بالأكزيما الجلدية، وهو ما تؤكده إيفا فلاسكي، أخصائية أمراض الحساسية في حديثها مع DW عبر برنامج "صحتك بين يديك"، مضيفة بالقول "تتسبب الحساسية تجاه النيكل باحمرار جلدي وحكة في أماكن الاحتكاك، أي في المكان الذي يلامس فيه النيكل الجسد. وهناك تظهر هذه الأعراض غالبا". ومن الملفت أن الحساسية تجاه النيكل أمر منتشر بكثرة، وغالبا ما يصيب النساء والأطفال. وتعزو الطبيبة فلاسكي سبب ذلك بقولها: "النساء أكثر عرضة لحساسية النيكل لأنهن يتعاملن مبكراً مع المواد المعدنية، كاستخدام الحلي والبيرسنغ". هل يمكن علاج حساسية النيكل؟ قد يعتقد البعض أن التخلص من مشكلة الحساسية تجاه النيكل تنتهي بالابتعاد عن ارتداء الحلي. لكن الأمر ليس بهذه السهولة. فمعدن النيكل منتشر في حياتنا بشكل كبير دون أن نعرف ذلك. فالنيكل لا يستخدم في صناعة الحلي فحسب بل يوجد في العملة المعدنية والأزرار والنظارات أيضا. كما أنه متوفر في بعض الأدوية. وهو ما تؤكده الطبيبة فالسكي، مشيرة إلى أن معدن النيكل ينتشر في أجسام الكثيرين وذلك من خلال المعادن المزروعة في الجسم، والمستخدمة في جراحة العظم وعلاج الأسنان. وفي دعامات الأوعية الدموية وجهاز تنظيم ضربات القلب. ما يعني أن النيكل متوفر في كافة السبائك المعدنية والمستخدمة في قطاعات الطب. ولا تعد حساسية النيكل خطيرة لكنها غير قابلة للعلاج. ما يجعل فحص الحساسية ضروريا للتأكد منها، وفي الحالات المستعصية يمكن الاستعانة بالأدوية، وهو ما تؤكده الطبيبة فاليسكي: "نبدأ العلاج باستخدام بعض الكريمات المخففة للالتهاب، مثل كريم الكورتيزون. وإذا كانت الحالة مستعصية، فيمكن الاستعانة بالعقاقير".