كشفت دراسة طبية حديثة أن الشعور بالوحدة يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية أو السكتة الدماغية بنسبة الثلث تقريبا، وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة، وفقا لما ذكرته صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية. وأكدت الدراسة، التي أجراها علماء بريطانيون، أن تأثير الشعور بالعزلة الاجتماعية مماثل للتأثير الذي يصيب الجسم نتيجة الشعور المستمر بالقلق أو الضغوط المتعلقة بالعمل. واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 181 ألف شخص، وخلصت إلى أن الشعور بالوحدة والعزلة يزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29 في المئة، والسكتة الدماغية بنسبة 32 في المئة. ودعا العلماء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ما وصفوه ب"الوباء الصامت" الذي ينتشر بين كبار السن الذين يشعرون بالوحدة، مؤكدين أن ما يقارب من نصف الأشخاص الذين تعدت أعمارهم 75 عاما يعيشون وحدهم، بينما يعاني مليون بريطاني من الشعور بالعزلة الاجتماعية. كان الخبراء النفسيون قد حذروا طويلا من التداعيات الخطيرة لانتشار الشعور بالعزلة الاجتماعية على الصحة العقلية للبشر، ولكن هذه هي أكبر دراسة أجريت لتوضيح أثر ذلك على الصحة البدنية أيضا. وكتب فريق العمل، الذي تكون من علماء من جامعات يورك وليفربول ونيوكاسل: "لقد وجدنا ارتباطا وثيقا بين ضعف العلاقات الاجتماعية واحتمالية حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية، تضاهي في شدتها عوامل الخطر النفسية المعروفة، مثل القلق وضغوط العمل". وأضافت الدراسة: "إن معالجة الشعور بالوحدة والعزلة قد يكون أمرا هاما في استراتيجيات علاج أمراض القلب والوقاية من السكتة الدماغية، كما ينبغي على الأطباء إدراك أهمية العلاقات الاجتماعية لمرضاهم على صحتهم بشكل عام". وتعليقا على نتائج هذه الدراسة، قالت الدكتورة كيلي باين، وهي ناشطة في مجال القضاء على الشعور بالوحدة، إن تأثيرات الشعور بالعزلة قد تفوق تأثيرات عوامل الخطر المعروفة على الصحة، مثل السمنة والتدخين. وتابعت باين: "إن هذا البحث يؤكد أنه ينبغي معاملة الشعور بالوحدة باعتباره مشكلة صحية عامة وخطيرة، وهي مسؤولية المجتمع ككل للتصدي لها".