أثبتت دراسة أوروبية حديثة أن إخضاع السيدة الحامل للعلاج الكيميائي لا يؤثر على صحة الجنين، خاصة إذا حدث ذلك في الفترة الممتدة ما بين الشهر الرابع والسادس من الحمل. حيث قام أخصائيون أوروبيون تابعون لLeuven Catholic University في علاج السرطان بمراجعة حالة 68 سيدة حامل أنجبن 70 طفلا بعد أن خضعن لعلاج الكيميائي ضد السرطان، وفحصوا صحة الأطفال عند مولدهم كما عند بلوغهم 18 شهرا، ثم بعد ذلك عند بلوغهم سن الخامسة وحتى بلوغهم 18 عاما. وقد شمل الفحص الحالة الصحية العامة للأطفال، كما تم تفحص ما إذا كان لديهم قصور في الجهاز العصبي المركزي أو القلب أو السمع وتم اختبار مهاراتهم المعرفية والعقلية كذلك. وقد تبين للباحثين عدم وجود أي دليل على تضرر صحة الأطفال من جراء العلاج الكيميائي الذي خضعت له والداتهن أثناء الحمل بهم، إلا أن الأطفال الذين ولدوا قبل الميعاد الطبيعي أظهروا مهارات معرفية أقل من الباقين، ولكن هذه مشكلة عادة ما تصيب كل الأطفال الذين يولدون قبل الميعاد، حتى دون تعرضهم لعلاج كيميائي. وقد أوصت الدراسة بعدم القلق في إخضاع الأم الحامل للعلاج الكيميائي، ونصحت الأطباء بألا يحثوا المرأة الحامل المصابة بالسرطان بالولادة قبل ميعادها لإخضاعها لاحقاً للعلاج. وأشارت الدراسة إلى أنه "يمكن إخضاع السيدة الحامل للعلاج الكيميائي بدءاً من الأسبوع الرابع عشر من الحمل، ولكن كي يستعيد النخاع العظمي قوته ولتقليل مخاطر تسمم الأم والجنين أو حدوث نزيف يجب أن يتم التخطيط للولادة على الأقل بعد ثلاثة أسابيع من آخر جرعة كيماوية تعطى للحامل، كما يجب أن تتوقف الجرعات عند الأسبوع ال35 وذلك تلافيا لحدوث ولادة تلقائية في ذلك الوقت". ولكن يقر فريق الباحثين بوجود حاجة لعمل المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان للعلاج الكيميائي تأثير على هؤلاء الأولاد في الأمد البعيد.