أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اغتيال القيادي في حزب الله سمير القنطار على إثر غارة إسرائيلية في سوريا، في حين عبرت عدة شخصيات سياسية في إسرائيل عن ارتياحها للاغتيال، من دون أن تؤكد أو تنفي الوقوف وراء العملية. وكان حزب الله أكد في بيان له اليوم الأحد مقتل القنطار في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة جرمانا جنوبدمشق، وهو ما أكده النظام السوري الذي وصف الحادث ب"الاعتداء الإرهابي". وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري في بيان نشر اليوم الأحد إن "حماس تدين جريمة اغتيال المناضل سمير القنطار". واتهمت حركة حماس إسرائيل بالوقوف وراء العملية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما سمتها "العربدة الإسرائيلية"، وفق ما نقلت وكالة الأناضول. وفي وقت سابق اليوم الأحد أفادت مواقع موالية للنظام السوري بأن عددا من القياديين في مليشيات موالية للنظام قتلوا بالغارة التي استهدفت مبنى سكنيا في حي الحمصي، بينهم فرحان الشعلان. من جهته، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن السلطات تتحرى أمر الهجوم، لكنه أشار بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، من دون أن يجزم بذلك. وأضاف الزعبي لتلفزيون المنار أن أكثر المستفيدين من اغتيال القنطار هو "العدو الصهيوني" الذي طالما عرف بتنفيذ هذه الهجمات الجبانة، وفق ما أوردت وكالة رويترز. مواقف إسرائيلية في الأثناء، قال وزير الطاقة يوفال شطاينتز قبيل مشاركته في الجلسة الأسبوعية للحكومية إنه لا يتطرق لتقارير وإشاعات إعلامية، لكنه لا يأسف لسماع هذه الأخبار لأن القنطار كان شخصا نذلا، حسب وصفه. من جانبه، كتب زعيم حزب المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ عبر حسابه في تويتر أن تصفية القنطار هي عدالة تاريخية، حيث كان "إرهابيا" ولم يتخل في يوم عن طريق الإرهاب والقتل، وقد أصبحت المنطقة آمنة من دونه، وفق تعبيره. بدوره، قال عضو الكنيست عن حزب المعسكر الصهيوني إيال بن رؤوفين -وهو نائب سابق لقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي- إن إسرائيل تستعد لرد فعل من قبل حزب الله على اغتيال القنطار، وإن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات وسلاح الجو يستحقون كل المديح على هذه العملية. فيما قال وزير الإسكان الإسرائيلي يواف غالانت في حديث مع الإذاعة العبرية إن "حقيقة أن القنطار لم يعد على قيد الحياة هي أمر جيد". وشدد غالانت -الذي شغل في السابق منصب قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي- على أنه لا يوجد تأكيد أو نفي من الجانب الإسرائيلي على تنفيذ اغتيال القنطار. اتهامات في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة إلياس كرام بأنه لا موقف إسرائيليا رسميا حتى الآن بشأن اغتيال القنطار سواء بالنفي أو التأكيد. وقال إن التصريحات التي وردت من جانب الوزراء أو أعضاء الكنيست الإسرائيلي أو في وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تعتمد على المعلومات الواردة من الجهات العربية. وذكر مراسل الجزيرة أن إسرائيل ربما تكون المستفيدة الأولى من اغتيال القنطار كونها كانت تتهمه على مدار العامين الماضيين بإنشاء خلايا لمواجهة الاحتلال في الجولان السوري. وانتمى القنطار إلى حزب الله بعد أن شمله في صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل عام 2008، وتولى منذ ذلك الحين مهام قيادية بالحزب تتعلق خصوصا بالمناطق الدرزية في فلسطين 1948. وقضى القنطار 29 عاما في السجون الإسرائيلية بعد اعتقاله عام 1979 من قبل قوات الاحتلال غداة تنفيذه عملية عسكرية وتسلله من لبنان إلى داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وكان يومها ينتمي إلى جبهة التحرير الفلسطينية.