قالت صحيفة نيويورك تايمز إن على الأميركيين أن يخشوا الجهل المتمثل في بعض السياسيين الجهلاء لا المسلمين، كما عليهم تفادي المغالاة في ردود الفعل على مقتل 14 شخصا الأربعاء الماضي في ولاية كاليفورنيا. ونوهت الصحيفة في افتتاحيتها بأنه مهما أسفرت التحقيقات في الحادثة من نتائج فإن على الأميركيين الاحتراس من "المبالغة في رد الفعل"، ناصحة إياهم بكبح جماح أي "تصرف معاكس ومسعور ينم عن عدم ثقة وكراهية تجاه الأميركيين المسلمين". "ولقد كانت هذه مشكلة منذ هجمات ال11 من سبتمبر/أيلول 2001 وستبقى كذلك طالما أن الجهل بالإسلام لا يزال عميقا ومتفشيا". وتضيف الصحيفة أن من يؤجج الجهل اليوم هم "مرشحو الرئاسة الجمهوريين" الذين يطالبون حكومة بلادهم بتسجيل كل المسلمين في الولاياتالمتحدة في قاعدة بيانات وطنية، ورصد تحركاتهم والتجسس على مساجدهم أو إغلاقها. وكان الزوجان سيد رضوان فاروق (28 عاما) وتاشفين مالك (27 عاما) نفذا هجموا مسلحا الأربعاء الماضي على المجتمعين في احتفال بقاعة الاجتماعات في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا باستخدام رشاش ومسدس، وأسفر الهجوم عن مصرع 14 شخصا وجرح أكثر من عشرين آخرين. ويعد هذا الحادث الأكثر دموية في الولاياتالمتحدة منذ "المذبحة" التي حدثت في ديسمبر/كانون الأول 2012 بمدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكيت، وقتل فيها 26 شخصا منهم عشرون طفلا. وعلى النقيض من ردود الفعل المذعورة تلك -تقول الصحيفة- التقت إدارة شرطة لوس أنجلوس الخميس الماضي عددا من قادة الأميركيين المسلمين وطمأنتهم وأفراد مجتمعهم بأنهم ليسوا وحدهم فالكل يواجه هذا التحدي معا. واستشهدت الصحيفة بتصريحات أدلى بها لها مايكل دوانينغ نائب قائد الشرطة، وقال فيها بالحرف الواحد "الجاليات المسلمة هي مصدر قوتنا لا ضعفنا، ولن نجعل ما حدث يفسد علاقتنا أو نسمح للآخرين بعزل جماعة المسلمين أو تحقيرهم". ومع ذلك فإن ثمة من يقوم بترهيب المسلمين وجعلهم أكباش فداء، فقد ذكرت الصحيفة أن الشرطة عثرت على نسخة من القرآن مثقوبة بالرصاص في مسجد بمقاطعة أورانج في الولاية، وأن المركز الإسلامي بجنوب كاليفورنيا تلقى تهديدات عبر الهاتف. ووصفت الصحيفة الأميركية ردود الفعل على حادثة سان برناردينو بأنها تظهر "مجتمعا حرا يؤذي نفسه". وتمضي الافتتاحية إلى القول إن الأميركيين المسلمين كغيرهم من أبناء وطنهم روعوا بالمجزرة وانتابهم الخوف من أن يضرب الإرهاب بلدهم، "كما أنهم يحملون على عاتقهم عبئا آخر يتمثل في أنهم ظلوا يعيشون لسنوات تحت وطأة شبهة تربطهم ظلما وبلا تحفظ بالأعمال الإجرامية الوحشية التي يرتكبها قتلة محسوبون على الإسلام". وتخلص الصحيفة إلى أن حادثة سان برناردينو "ربما تذكي الخوف، لكن أعمال القتل بالسلاح تحدث كل يوم في الولاياتالمتحدة نتيجة حالات استياء في العمل، أو سلوك متعصب مناهض للإجهاض وللحكومة، أو شعور بالاضطهاد، أو جنون عظمة ذي نزعة انتحارية، أو كافة أشكال الاضطراب العقلي الأخرى، أو أي أسباب غير جلية أخرى".