أعلنت الشرطة الامريكية قتل شخصين مسلحين، رجل وامرأة، بواسطة عناصرها بعد مقتل 14 شخصا على الاقل واصابة 17 آخرين في اطلاق للنار في منشأة للمعاقين بولاية كاليفورنيا بالولاياتالمتحدة، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أول تصريح له إن الأمر وصل حدا لا يمكن تحمله، وأكدت شرطة كاليفورنيا أن الشخصين كانا مسلحين تسليحا شديدا بالبنادق الهجومية والمسدسات وكانا يرتديان ملابس شبه عسكرية، ولم يستبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" إمكانية أن يكون الهجوم عملا إرهابيا لكن الامر لا يزال قيد التحقيق، واشتبكت الشرطة مع المسلحين بعدما وجدت سيارة الدفع الرباعي السوداء على أحد الطرق على بعد نحو 3 كيلومترات من موقع المنشأة الصحية ما ادى لاصابة أحد رجال الشرطة، واعتقلت الشرطة أيضا شخصا ثالثا قرب موقع العثور على السيارة، لكنها قالت إنه ربما لا يكون على صلة بالحادث. في التفاصيل، قتل 14 شخصا الاربعاء في كاليفورنيا في اطلاق نار لا تزال دوافعه غير معروفة استهدف حفل نهاية السنة لموظفين في سان برناردينو بكاليفورنيا، في أسوأ مذبحة في الولاياتالمتحدة منذ ثلاث سنوات. وبعد 12 ساعة على الهجوم، حددت الشرطة هوية المشتبه بهما في اطلاق النار وهما امرأة ورجل (28 و27 عاما) وقد قتلا بحسب قائد شرطة سان برناردينو. وقال قائد الشرطة في المدينة جارود بورغوان إن الرجل يدعى سيد فاروق وهو مواطن امريكي (28 عاما) موظف في المدينة وكان برفقة امرأة تدعى تشفين مالك ولم تعرف جنسيتها. وأعلن بورغوان أن المحققين عثروا على جهاز "يعتقد المحققون أنه قنبلة أنبوبية" من نوع ما، لكنه لم يكن متأكدا بالضبط من نوع المتفجرات التي عُثر عليها في السيارة، وبدت مشابهة لقنبلة أنبوبية، لكنها لم تكن ناسفة. وقال بورغوان: "لا نعلم ما هو الدافع في هذه المرحلة"، ولكنه لم يستبعد الإرهاب، وأكد أن الحادثة لم تكن تلقائية، ولكن تضمنت عاملا من التخطيط. وكان فاروق يعمل كمتخصص بيئي لمقاطعة سان بيرناردينو لمدة خمس سنوات، وأضاف بورغوان إن فاروق "كان في حفلة بمركز مؤتمرات، وغادر الحفل بوقت مبكر في ظل ظروف وُصفت بأنها غامضة"، وقتل المشتبه بهما في سيارة رباعية الدفع سوداء برصاص الشرطة خلال تبادل لإطلاق النار على مفترق طرق. ولم يعلق ديفيد بوديش المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في لوس انجليس على فرضية عمل ارهابي سواء نفيا او تاكيدا. وفيما لم تحدد السلطات اي دافع ديني او عقائدي، سارعت مجموعة مسلمي كاليفورنيا الى ادانة اطلاق النار بشدة خلال مؤتمر صحافي. وأعرب فرحان خان احد اقرباء سيد فاروق والذي دعا الى المؤتمر الصحافي عن "صدمته" لعملية اطلاق النار وتساءل "لم يقوم بأمر مماثل؟". وجرى اطلاق النار خلال حفل نهاية رأس السنة نُظم لموظفي قطاع الصحة في سان برناردينو ووقع خلاله شجار حيث قام احد المدعوين بمغادرة المكان. وأكدت الشرطة لاحقا ان هذا المدعو هو سيد فاروق. وقال بورغوان: "لكننا لا نعرف الدوافع في هذه المرحلة". والمشتبه بهما اللذان قتلا كانا مدججين بالسلاح ويرتديان لباسا شبه عسكري. وأكدت الشرطة انه تم توقيف شخص ثالث لكن دوره في الهجوم لم يتضح بعد. ومع ضلوع عدة اشخاص، فإن اطلاق النار هذا يختلف عن عمليات اخرى في الولاياتالمتحدة ينفذها عادة مختلون عقليا يتصرفون بشكل منفرد. وقال قائد الشرطة المحلية إن مطلقي النار "حضرا عملهما كما وكأنهما في مهمة". وندد الرئيس الامريكي باراك اوباما بإطلاق النار واستنكر حصول مثل هذه المجازر في الولاياتالمتحدة مؤكدا انه "ليس لها مثيل في اماكن اخرى في العالم". وحصيلة اطلاق النار هذا هي الاعلى منذ المذبحة التي ارتكبت في كانون الاول/ديسمبر 2012 في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون (كونيتيكت، شمال شرق) حيث قتل 26 شخصا بينهم 20 طفلا. وتلقت اوليفيا نافارو (63 عاما) اتصالات من ابنتها التي تعمل في هذا المبنى الكبير الذي يتلقى فيه المعوقون وخصوصا الاطفال الرعاية الصحية. وروت لوكالة فرانس برس "قالت لي: هناك مطلقو نار في المبنى، سنحبس انفسنا في غرفة ونطفئ الاضواء". وأغرق حمام الدم هذا سان برناردينو في الذهول والخوف، حيث تلقت المدارس تعليمات بإبقاء الطلاب في منازلهم وطلب من السكان ايضا لزوم منازلهم. ونشر مئات من عناصر قوات الامن بدعم من ال"اف بي آي". وبثت محطات التلفزة الامريكية مشاهد لمروحيات مع عناصر من قوات التدخل. ويأتي اطلاق النار الجديد هذا بعد خمسة ايام على عملية مماثلة في مركز للتخطيط الاسري في كولورادو اثارت استياء الرئيس الامريكي باراك اوباما؛ ما حرك مجددا الجدل حول تنظيم حيازة الاسلحة النارية في الولاياتالمتحدة. ولم تتأخر ردود الفعل من الطبقة السياسية الامريكية. وقالت المرشحة الديموقراطية للبيت الابيض هيلاري كلينتون في تغريدة إنها ترفض "اعتبار هذه الامور عادية"، مضيفة "علينا ان نتحرك لوقف العنف بالاسلحة النارية فورا". وعبر مرشحون جمهوريون بينهم دونالد ترامب عن حزنهم ايضا وقالوا إنهم "يصلون" للضحايا ولقوات الامن. وحتى 27 نوفمبر شهدت الولاياتالمتحدة 351 عملية اطلاق نار جماعية في 2015 أي أكثر من واحدة في اليوم بحسب موقع متخصص يحصي مثل هذا النوع من الحوادث.