- أكد الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن "التحقيقات لا تزال جارية للوصول إلى هوية قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي في السعودية، مبيناً أن أحدهم هو هادي قطيم الشيباني الذي يمثل وسيلة التواصل الرئيسة بين الخلايا العنقودية والتنظيم الإرهابي، مشدداً على قدرة رجال الأمن والقائمين على التحقيقات في الوصول إلى باقي القيادات في أسرع وقت. وبحسب صحيفة الحياة قال التركي، في مؤتمر صحافي عُقد للحديث عن البيان الصادر عن الوزارة في خصوص القبض على 431 إرهابياً وإحباط عمليات إرهابية عدة، في إجابته عن سؤال حول استراتيجية تنظيم "داعش" الإرهابي في السيطرة على صغار السن، إن "التنظيم يستهدف هذه الفئة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال دعايات التنظيم عبر الشبكات الإلكترونية، إذ يعمل على استهداف صغار السن المندفعين الذين يبدون استعدادهم لتنفيذ الأوامر ومبايعة التنظيم الإرهابي ومن ثم يقوم التنظيم بتوكيل آخرين للتواصل مع هؤلاء الأشخاص وتزويدهم بالمعلومات حول الأماكن المستهدفة وتوفير الدعم اللوجستي لهم"، مشدداً على ضرورة "دراسة وفهم قلب المشكلة وهم الأشخاص الذين يختارون بأنفسهم الاستجابة لهذا التنظيم". من جانبه، أكد العميد بسام عطية أن استهداف التنظيم الإرهابي للجوامع، هو محاولة لاستهداف اللحمة الوطنية وإثارة الفتن الطائفية في محاولة بائسة لزعزعة الأمن ونشر الفوضى والفرقة بين المواطنين. وأوضح التركي، بحسب "وكالة الأنباء السعودية" (واس)، "عندما نبحث وجود صغار سن وأشخاص لا تتوافر عنهم أي سوابق أمنية لدى الجهات الأمنية، ولم يسبق لهم أن سافروا خارج المملكة، ندرك أن مثل هذه الحالات لا يمكن اكتشاف بوادرها إلا من خلال المجتمع القريب من كل شخص، إذ خصصت وزارة الداخلية الرقم 990 لتسهيل مهمة المجتمع في تنفيذ مسؤولياته للمحافظة على الأمن والاستقرار، وهدفنا من ذلك أن نحصل على كل ما يمكن أن يثير الريبة حول أي شخص قريب كان أو بعيد"، مؤكداً أن الجهات الأمنية لا تهدف للتنكيل بالأشخاص المشتبه بهم بل الحرص على التحرّي عنهم والتحقق من سلامة وضعهم، والتأكد من حقيقة اشتباه تورطهم في مثل هذه الأعمال الإرهابية والتعامل معهم وفق الأنظمة. وفيما يتعلق بوجود اتفاق بين وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية لتوفير الأمن الصناعي لدى المساجد، أكد اللواء التركي أن "المساجد آمنة بإذن الله، وهناك تواصل دائم فيما بين فروع وزارة الشؤون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة بالتعاون مع الجهات الأمنية ورجال الأمن ودوريات الأمن متواجدة بالقرب من المساجد ومن كل الأماكن التي يمكن أن تمثل هدفاً للجماعات الإرهابية". وقال اللواء التركي إن "وزارة الداخلية لم ترغب في إعلان هذا البيان (الذي صدر عن وزارة الداخلية اليوم) خلال شهر رمضان المبارك، وكان لا بد من إعلانه الآن، إذ أن الوزارة وعدت بأن توضح للرأي العام نتائج العمل الأمني والتحقيقات التي تمت ولا تزال جارية، وستقوم بإطلاع الرأي العام على أي مستجدات بعد توافر نتائج التحقيقات". وأكد أن "التحقيقات لا تزال جارية للوصول إلى هوية قيادات التنظيم الإرهابي، وتم الكشف عن أحدهم وهو هادي قطيم الشيباني الذي يمثل وسيلة التواصل الرئيسة فيما بين الخلايا العنقودية والتنظيم الإرهابي، على رغم تكتّم عناصر التنظيم عن بعض المعلومات"، مشدداً على قدرة رجال الأمن والقائمين على التحقيقات في الوصول إلى هذه الحقائق في أسرع وقتٍ ممكن. وحول علاقة "داعش" بتنظيم "القاعدة"، أبان التركي أنهما "يتفقان في الأسلوب المستخدم في التجنيد، بيد أن تنظيم داعش عَمد إلى استغلال الخدمات الإلكترونية وشبكات التواصل". وأشار العميد عطية إلى أنه "لا يجب النظر إلى داعش على أنها عصابة أو مجموعة تقوم بعمل إجرامي، بل هي جماعة تعمل في شكل استراتيجي أشبه ما يكون إلى أعمال الميليشيات، وحروب الوكالة التي هي الواجهة لدول خارجية تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها". وفي سؤال حول مدى نجاح التنظيمات الإرهابية في تجنيد النساء، أجاب التركي، أن "التنظيم فشل في تجنيد النساء في شكل كبير، إذ لا تزال أعداد النساء اللائي انضممن إليه ضئيلة جداً، مما يؤكد أن المرأة السعودية تنعم بوعي كامل وتدرك المخاطر التي تحدق بالأمة"، مشدداً على دورها في حماية الأبناء واستيعابهم حتى لا يقعوا ضحية التغرير من هذه التنظيمات الإجرامية. وحول سبب تركيز التنظيم الإرهابي على استخدام الأحزمة الناسفة في العمليات الإجرامية، أشار العميد عطية إلى أن "التنظيم عَمد لاستخدام الأحزمة نظراً لقلة كلفتها وسهولة حملها والتنقل بها، وسبق أن أوضحت الوزارة في استعراضها لتفاصيل القضايا الإرهابية سابقاً أنها أطاحت بأحد المطلوبين الذي حوّل منزله إلى مصنع لهذه الأحزمة بدائية الصنع".