- ما زال الأرشيف القومي البريطاني يعمل على الإفراج عن المزيد من الوثائق السرية التي تُوضح مدى اهتمام مارجرت تاتشر، رئيس وزراء بريطانيا، الملقبة بالمرأة الحديدية، بتحسين وتنمية العلاقات الثنائية بين بلادها والمملكة العربية السعودية. وبحسب موقع عاجل جاءت هذه الوثائق لتكشف بعض التفاصيل غير المعلنة الخاصة بملابسات صفقة اليمامة (سبتمبر 1985) التي نصت على تزويد المملكة ب 48 طائرة تورنيدو و30 طائرة بي إيه إي هوك الحربيتين وتقديم الدعم الفني والصيانة بهما، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة لهذه الطائرات في المملكة، وقد بلغت قيمة الصفقة 43 مليار جنيه إسترليني (86 مليار دولار أمريكي). وأوضحت الوثائق أن مارجرت تاتشر أولت هذه الصفقة اهتمامًا خاصًّا، وقدمت العديد من التسهيلات للمملكة في سبيل إبرام هذه الصفقة بالرغم من قيام خمسين من أعضاء الكونجرس الأمريكي بتقديم رسالة رسمية لبريطانيا أعربوا من خلالها عن قلقهم البالغ من هذه الصفقة الدفاعية نظرا لما ستشكله من خطر على أمن إسرائيل. وبحسب صحيفة "تليجراف" فإن الوثائق السرية التي أفرج عنها الأرشيف القومي توضح أن رئيس الوزراء البريطانية تغاضت عن الكثير من التحذيرات الغربية وقدمت الكثير من التسهيلات للمملكة في سبيل نجاحها في إبرام أكبر وأضخم صفقة عسكرية تبرمها بريطانيا في تاريخها على الإطلاق. وقالت الصحيفة إن مارجرت تاتشر أظهرت حرصا شديدا على إنجاح هذه الصفقة حتى أنها تعهدت للجانب السعودي بعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية حول أي من تفصيلاتها، وتعهدت كذلك بأن تكون الحكومة البريطانية وحدها هي المسؤولة عن هذه الصفقة دون الحاجة للرجوع لأي جهة أخرى وذلك بالرغم من التحذير الشديد اللهجة الذي وجهه 51 عضوا من أعضاء الكونجرس الأمريكي لمارجرت تاتشر نظرا لما ستشكله هذه الأسلحة من خطر على أمن إسرائيل لأن من المتوقع أن تعمل المملكة على توجيه هذه الأسلحة تجاه إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية كانت في تلك الفترة قد أظهرت اهتماما غير مسبوق بعقد عدد من الاجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين، لذا فقد أثارت تلك الصفقة الدفاعية الضخمة التي عقدتها بريطانيا مع المملكة قلق الساسة الأمريكيين. ولفتت الصحيفة إلى أن الشيء المثير للاهتمام هو أن مارجرت تاتشر وافقت على السماح للحراس الشخصيين المرافقين للأمير سلطان الذي جاء في زايرة لبريطانيا للتفاوض حول صفقة اليمامة، بحمل السلاح في كل وقت، كما أنها طالبت الأمير تشارلز بتغيير جدول أعماله لكي يتمكن من الاستجابة لمطالب وفد المملكة بمقابلة الملكة أو ولي العهد.