كان محور المعلومات السرية التي كشف عنها الأرشيف الوطني البريطاني National-Archives، في أواخر العام الميلادي المنصرم بعد مرور ثلاثين عامًا، وهو شخصية رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، والتي واجهت أصعب امتحان سياسي لها مع الأرجنتين في حرب الفوكلاندز، كما وجدت الولاياتالمتحدة بزعامة رونالد ريجان -نفسها- في موقف لا تحسد عليه، لعلاقتها التقليدية مع المملكة البريطانية المتحدة من جهة ودول أمريكا اللاتينية من جهة أخرى، وتفصح الوثيقة التي أصبحت معلوماتها أمرًا شائعًا ومتداولًا بأن وزير الخارجية الأمريكية -آنذاك- الكسندر هيغ: Haig كان منحازًا إلى درجة كبيرة لحل سلمي بين البلدين المتنازعين وكان من بين الحلول المقترحة هو انتقال سلطة الجزيرة إلى قوة عسكرية سلمية مشتركة من الأمريكيين والبرازيليين، ولكن المرأة الحديدية رفضت المقترح الأمريكي، وأبلغ سفيرها -آنذاك- في أمريكا سيرنيكلوس هيندرسون Henderson، الوزير "هيغ" بأن أي انحياز من أمريكا للأرجنتين على حساب المصالح البريطانية سوف يؤدي إلى صدام بين البلدين.. أنظر: الويكلي تلغراف، (January, 2-8-2013). كما توضح وثيقة أخرى الخلاف بين الزعيمة البريطانية المحافظة والرئيس الفرنسي الاشتراكي "ميتران" لجهة صفقة الصواريخ الفرنسية Exocets التي كانت فرنسا تزود الأرجنتين بها قبل حدوث الاجتياح في 2 إبريل 1982م، وحذرّت تاتشر في رسالة لها لميتران بأن أي شحنات أخرى من هذه الصواريخ للأرجنتين سوف يكون لها أثر سيء ليس على علاقة البلدين مع بعضهما البعض بل سوف يمتد أثره إلى حلف النيتو. توضح الوثيقة أيضًا أن المخابرات البريطانية رصدت دورًا ليبيًا لجهة تسهيل نظام العقيد القذافي -آنذاك- عمليات شحن الأسلحة للأرجنتين وهذا يفسر الموقف البريطاني -اللاحق- والداعم لأمريكا في ضربها لمقر القذافي والذي جاء نتيجة لتورط ذلك النظام في عمليات تستهدف الأمريكيين، وبالرغم من هذه المواقف الصلبة التي أبدتها تاتشر مع حلفائها إلا أن وثيقة أخرى -أفرج عنها- لاحقًا توضح أنه كانت هناك علاقة حميمية بين تاتشر ومقدم البرامج الراحل جيمي سافيل Savile وأنها كانت تدعوه لتناول طعام العشاء في مقر إقامتها ومعلوم أن مثل هذه المعلومات سوف تؤثر سلبًا على شخصية تاتشر للعاصفة الإعلامية المرتبطة ب "سافيل" وتورطه في سلوكيات غير أخلاقية.