كانت الشابة طاهرة أحمد، التي تعمل مديرة لأحد المراكز المعنية بتعدد الديانات في جامعة "نورث ويسترن"، في طريقها من شيكاغو إلى العاصمة واشنطن الجمعة، لحضور مؤتمر يدعو لحوار بين الشبان الفلسطينيين والإسرائيليين، وكانت ترتدي غطاء الرأس، أو "الحجاب." ولأسباب صحية، طلبت من إحدى مضيفات الطائرة عبوة مشروب غازي مغلقة، إلا أن المضيفة أبلغتها بأنها لا يمكنها أن تعطيها عبوة مغلقة، في الوقت الذي قدمت فيه المضيفة نفسها عبوة مغلقة من الجعة "البيرة"، إلى أحد الركاب الجالسين على مقربة منها. وعندما سألت الشابة المسلمة المضيفة عن سبب عدم إعطائها ما طلبته، أجابت: "ليس مصرح لنا أن نقدم للناس عبوات مغلقة، لأنهم قد يستخدمونها كسلاح على متن الطائرة"، فما كان من الراكبة إلا أن أبلغت المضيفة بأنها تشعر ب"تمييز عنصري" ضدها. وبعد ذلك توجهت أحمد إلى بقية الركاب بسؤالهم عما إذا كانوا شاهدوا ما حدث، فرد عليها أحد الركاب صائحاً في وجهها: "أنتم المسلمون، يجب عليكم أن تغلقوا أفواهكم...."، فسالته: "ماذا؟"، فبادرها قائلاً: "نعم أنت تعرفين أنك يمكنك استخدامها كسلاح.. والآن عليك أن تغلقي فمك..." وبينما كانت الطائرة في رحلتها، كتبت أحمد على صفحتها بموقع "فيسبوك" قائلة: "لقد شعرت بالكراهية في نبرة صوته وفي نظرات عينيه.. لم يمكنني إلا البكاء.. لأنني كنت أعتقد أن الناس سوف يدافعون عني وأن يقولوا شيئاً ما، بعض الناس نكسوا رؤوسهم من الخوف.." وبعد نشر تلك التدوينة، سرعان ما تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا حملة لدعم طاهرة أحمد، بل ودعا بعضهم إلى مقاطعة شركة "يونايتد" للطيران. وفي بيان أصدرته الشركة، قال المتحدث باسمها تشارلز هوبرت، إن الشركة "تدعم بقوة التنوع والتعددية"، وتابع بقوله: "إننا وشركاءنا لا نتبع أي إجراءات تمييزية ضد موظفينا أو عملائنا.. ونحن نحاول التواصل مع السيدة أحمد للحصول على فهم أفضل لما حدث خلال الرحلة." أما طاهرة أحمد، البالغة من العمر 31 عاما، وهي عضو ببرنامج "المسافر الدائم" لشركة يونايتد، فقالت السبت، إنها لم تتلق أي اتصال من جانب الشركة، إلا أنها ذكرت أن المضيفة وقائد الرحلة اعتذرا لها في وقت لاحق. يُذكر أن أحمد كان قد جرى تكريمها من قبل البيت الأبيض العام الماضي، باعتبارها واحدة من النساء المسلمات الرائدات في الولاياتالمتحدة، بحسب جامعة "نورث ويسترن"، كما سبق لها أن شاركت في حفل الإفطار الرمضاني، الذي أقامه الرئيس باراك أوباما، لعدد من القيادات الإسلامية.