ديترويت (الولاياتالمتحدة)، امسترادم - أ ف ب، رويترز – احبط ركاب طائرة تابعة لشركة «نورث ويست ايرلاينز» الاميركية اجرت رحلة من العاصمة الهولندية امستردام الى مدينة ديترويت الاميركية في يوم عيد الميلاد، محاولة شاب نيجيري يدعى عبدالفاروق عبدالمطلب تنفيذ اعتداء ارهابي لحساب تنظيم «القاعدة» عبر تفجير عبوة خلال الرحلة. وأوقف عبدالمطلب (23 سنة) قبل عشرين دقيقة من هبوط الطائرة من طراز «ارباص 330» في ديترويت، وعلى متنها 278 راكباً أصيب بعضهم بجروح طفيفة خلال تصديهم لمحاولة النيجيري الذي تعرض لحروق في ساقيه من الدرجة الثانية. وسيطر الركاب على المشبوه خلال ثوانٍٍ بعدما سمعوا فرقعة ولاحظوا انبعاث نار ثم دخان في الطائرة. واشتبك شاب مع المعتدي واسقطه على الارض، ثم عزله عن باقي الركاب. وأفاد شهود بأن الهجوم احبط بسرعة كبيرة لدرجة ان قسماً من الركاب لم ينتبه لما جرى، علماً ان الشاب النيجيري لم يبد رد فعل على الألم او آثار صدمة او توتر. وشمل مخطط النيجيري تفجير مسحوق يحتوي مواد ناسفة بعد خلطه بسائل موضوع في حقنة. وهو بحسب النائب الجمهوري وعضو لجنة الامن الداخلي بيتر كينغ «عبوة متطورة نسبياً ومن نوع جديد». وأبلغ المهاجم النيجيري المحققين انه حصل على المتفجرات في اليمن، حيث تلقى اوامر في شأن توقيت استخدامها. لكن وسائل اعلام نقلت عن مسؤولين في مكافحة الارهاب ترجيحهم انه تصرف بمفرده، علماً ان اسمه مدرج على لائحة اشخاص يخضعون لمراقبة، لكنه لم يعتبر «ناشطاً خطراً» ما منحه فرصة السفر الى الولاياتالمتحدة. وكان منفذو اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 خطفوا طائرة اخرى تابعة لشركة «يونايتد ارلاينز» التي كافح فيها الركاب الارهابيين، ما ادى الى سقوطها خارج العاصمة واشنطن، ومنع استهداف موقع رابع في الاعتداءات. وأبلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يمضي اجازة في هاواي بالحادث على الفور، من دون ان يدفعه ذلك الى تغيير برنامجه، ثم امر باتخاذ «كل الاجراءات الضرورية» لتعزيز تدابير الامن الجوي. وأوضحت وزارة الامن الداخلي الاميركية ان المسافرين سيخضعون لاجراءات امن اضافية في الرحلات الداخلية والدولية، «لأن احتمال تنفيذ اعتداءات اخرى جريئة بعد محاولات مماثلة كبير، كما حصل بعد هجمات 11 ايلول، حين حاول البريطاني ريتشارد ريد تفجير طائرة تابعة لشركة «اميركان أرلاينز» لدى تنفيذها رحلة بين باريس وميامي باستخدام متفجرات اخفاها داخل حذائه في 22 كانون الاول (ديسمبر) 2001». ولم ينجح ريد الذي اعلن انتماءه الى «القاعدة» في اشعال فتيل المتفجرات، وسيطر عليه طاقم الطائرة. وأعلنت السلطات الهولندية ان الولاياتالمتحدة طلبت من شركات الطيران في العالم اتخاذ تدابير امنية اضافية «لمدة غير محددة»، تشمل اهمها عمليات تفتيش حقائب اليد. وأكدت سلطات مطار شيبول في امستردام ان التدابير لن تؤثر على حركة الطيران. وكثفت الشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) اجراءات التفتيش في لندن، فيما امرت السلطات النيجيرية بفتح تحقيق في الهجوم، باعتبار ان عبدالمطلب وصل الى امستردام قادماً من لاغوس، قبل ان يستقل الطائرة الى ديترويت. وفيما طرحت محاولة الاعتداء مجدداً السؤال عن فاعلية تدابير الامن في المطارات، أكد دوغلاس ليرد، مدير الامن السابق في شركة «نورث ويست ارلاينز»، انه «طالما لم تستبدل اجهزة اشعة اكس بأجهزة مسح (سكانر) جسدية لتفتيش المسافرين فلن يزول الخطر، لان الاجهزة المستخدمة حالياً لا تسمح بكشف ما يخفيه شخص تحت ثيابه». لكن استخدام اجهزة «سكانر» تثير جدلاً بسبب امكان استراق النظر وتكلفتها الباهظة اذ يتجاوز سعرها المليون دولار، في وقت يكلف جهاز عادي يعمل بالاشعة السينية اقل من 50 الف دولار. واستغرب ليرد اختيار الارهابي الاقلاع من مطار شيبول في امستردام الذي يعتبر احد الاكثر اماناً في العالم، ويخضع لمعايير امنية مرتفعة جداً.