ضرب النيبال زلزال بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، فأوقع مئات القتلى، وأحدث دماراً هائلاً، بينما شعر بهزات عنيفة سكان مناطق في شمال الهند وبنغلادش. وقال الناطق باسم الشرطة النيبالية كمال سينغ بام أن «حصيلة ضحايا الزلزال تجاوزت 1130 قتيلاً، 634 منهم في وادي كاتماندو، و300 آخرون على الأقل في العاصمة»، موضحاً أن «عمليات الإنقاذ ما زالت جارية، ونتخوّف من ارتفاع عدد الضحايا كلما أزلنا حطاماً أكثر». وفي وقت لاحق، أكدت الشرطة أن حصيلة القتلى تجاوزت 1300 ضحية. وأدى الزلزال، الأسوأ منذ 81 عاماً، إلى انهيار برج دارهرا التاريخي في كاتماندو، وقُتِل عدد من الأشخاص في الموقع. والبرج الذي شُيِّد عام 1832 والمؤلّف من 14 طابقاً كان مفتوحاً للجمهور، ويضم شرفة للزوار في الطابق الثامن. وبقيت منه دعامة ارتفاعها عشرة أمتار. وتضم كاتماندو عدداً من المعابد الهندوسية الخشبية التراثية. وسارع السكان إلى الفرار من منازلهم تفادياً لانهيار جدرانها. وتعرّضت مبانٍ ومرافق كثيرة لأضرار منها الاستاد الوطني، ومطار كاتماندو الدولي الذي أُغلِق «لأسباب أمنية» كما قال مديره بيريندرا براساد شريستا. وأعلن غيانيندرا كومار شريستا من دائرة السياحة في النيبال أن انهياراً ثلجياً أدى إلى مقتل 18 شخصاً «بينهم متسلّقون أجانب» لقمّة إيفرست، الأعلى في العالم، بعدما ضرب الزلزال مُخيَّماً فيه حوالى ألف شخص. وكان انهيار جليدي وقع فوق مخيم قاعدة ايفرست في نيسان (أبريل) الماضي، وأسفر عن مقتل 16 مرشداً نيبالياً. وهذا الشهر هو واحد من أكثر الأوقات التي تشهد إقبالاً على تسلُّق القمة الأعلى في العالم، قبل أن تهطل الأمطار وتغطيها الغيوم نهاية أيار (مايو) المقبل. وأفاد المعهد الأميركي للجيوفيزياء بأن قوة الزلزال بلغت 7.9 درجة وبعمق 15 كيلومتراً، ووقع على بُعد 68 كيلومتراً شرق مدينة بوخارا السياحية. وأكّد شهود وتقارير إعلامية أن الهزّة الناتجة عن الزلزال استمرت بين 30 ثانية ودقيقتين، وشعر بها السكان على طول الحدود مع الهند وحتى في عاصمتها نيودلهي. لاكسمان سينغ راثور المدير العام لدائرة الأرصاد الهندية، قال أن «مناطق شمال البلاد كلها شعرت بقوة الزلزال إضافة إلى هزات أرضية قوية في أوتر برديش وبيهار شرقاً وولاية سيكيم في بنغال الغربية على سفوح هيمالايا»، ما أدى إلى مقتل 26 شخصاً. ودعا رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي إلى اجتماع طارئ لتقويم الوضع، في حين بثت وكالة «أنباء الصين الجديدة»، أن شخصين أحدهما امرأة في ال83 قُتِلا بالهزّة التي ضربت التيبت. وشعر السكان في مناطق واسعة من بنغلادش بالزلزال، ما أثار الرعب في العاصمة دكا حيث هرع المواطنون إلى الشوارع. وأورد التلفزيون المحلي أن 50 عاملاً جُرِحوا في مصنع للنسيج في سافار ضاحية دكا، خلال تدافع عقب الهزة الأرضية العنيفة. وكان زلزال ضرب نيبال عام 1934 وبلغت قوته 8.3 درجة أسفر عن مقتل أكثر من 8500 شخص.