تشارك المملكة العربية السعودية في اليوم العالمي لأطفال الخدج ( الأطفال ناقصي النمو نتيجة الولادة المبكرة ) في كل عام من تاريخ 17 نوفمبر من خلال إطلاق حملة توعوية عن الأطفال الخدج برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عريب بنت عبد الله بن عبد العزيز ، تقام في مستشفى الحرس الوطني ومركز غرناطه مول ، حيث تتضمن الحملة العديد من البرامج والأنشطة التوعوية الخاصة بالأسرة ، حول هذه الفئة من الأطفال بمشاركة أطباء متخصصين . وتهدف الحملة لتوعية الناس بتأثير الولادة المبكرة على الأطفال، خاصة ما يحصل لهم من إعاقات ذهنية وعضوية أخرى قد تجعلهم عالة على والديهم وعلى المجتمع بشكل عام ، وعلى إثارة المشاكل التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وكيفية رعايتهم. حيث انه وجد بنسبة 40% من الامهات يجدون صعوبة في الترابط بأطفالهم الخدج اكثر من ارتباط الامهات الاخريات بالأطفال الطبيعيين. وأوضح الدكتور سامح أبو زيد أمين عام وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب الأطفال وحديثي الولادة ورئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة بمدينة الملك فهد الطبية أن الحملة جاءت لحاجة الاباء والامهات الى التوعية عن الاطفال الخدج و ماهي أفضل الطرق ، حيث تشير البيانات الموثوقة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الى ان معدلات الولادة المبكرة (اي الخداج) تتزايد باضطراد في جميع البلدان تقريبا. و تبلغ نسبة الخداج في جميع أنحاء العالم حاليا حوالي 10٪ أي ما نسبته 12.9 مليون ولادة سنويا. (أعلى معدلات الخداج في أفريقيا وأمريكا الشمالية مع 11.9٪ و 10.6٪ على التوالي) فالخداج هو السبب الرئيس لوفيات الأطفال حديثي الولادة اي الرضع في أول 4 أسابيع من الحياة , ويمثل ما نسبته 30% في المملكة ، وهو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال تحت سن 5 سنوات . وقال أبو زيد مما لا شك فيه ان التوعية بالخداج ومن الحالات المرضية المرتبطة به امر بالغ الاهمية. فالتثقيف الصحي والعناية بالحامل قبل الحمل واثناءه وبعده والتركيز على تقديم الرعاية اللازمة للمواليد في مراكز مؤهلة هي من الاوليات. كما انه لا بد من تواصل فعال بين المؤسسات الصحية المعنية لإيصال رسالة مفادها ان الوقاية خير من العلاج وان التبكير في متابعة الحمل هو مفتاح النجاح. وأضاف أبو زيد و من الحالات المرضية المرتبطة بشكل او باخر بالولادة قبل الأوان متلازمة الضائقة التنفسية وفقر الدم واليرقان والالتهابات الناتجة عن الجهاز المناعي غير الناضج والتهاب الأمعاء الناخر واعتلال الشبكية ، بالإضافة إلى الشلل الدماغي والنزف داخل البطيني وتلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين والتخلف العقلي وصعوبات التعلم . كما نوه الى ان مرض ال أر أس في ينجم عن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي RSV وهو يؤدي الى اعراض تنفسية متفاوتة الشدة. وهو أكثر احتمالا أن يحدث بين الأطفال الخدج والرضع الذين يعانون من مرض الرئة المزمن، والذين يعانون من أمراض القلب الخلقية. ويسبب وفيات كثيرة في الأطفال الاصغر من 5 سنوات من العمر. وتشير التقديرات إلى أن RSV هو المسؤول عما يزيد عن 500 حالة وفاة بين الأطفال الرضع في الولاياتالمتحدة سنويا. وكان له كلمة أخيرة لآباء وأمهات الأطفال الخدج في المملكة ان كل حمل هو وديعة ثمينة لا بد من متابعتها بدقة في عيادة متخصصة خاصة عند وجود بعض عوامل الخطر حتى زوالها . كما ينبغي التنويه الى ان معظم الاطفال الخدج يتعافون وان طال بهم المقام في المستشفى.