- شن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الآونة الأخيرة هجمات عدة يسميها "غزوات" في العراق وسورية وأخيراً في بلدة عرسال في شرق البقاع اللبناني. في تلك الهجمات، سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من الأراضي والمدن، ونجح في الحفاظ على بعضها وخسر البعض الآخر. فإلى أين يتجه "داعش"؟. بحسب ما ذكرت صحيفة الحياة يسيطر التنظيم على عدد من المدن في العراق، مثل الموصل، وهي ثاني أكبر المحافظاتالعراقية، وسهل نينوى، وأجزاء من الأنبار. يحاربه الجيش العراقي والصحوات التابعة للعشائر السنية، والميليشيات الشيعية، وأخيراً دخل طيران التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق والذي نفذ عدداً من الغارات على تجمعات التنظيم، الذي خسر سد الموصل الاستراتيجي القريب من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. ويضع التنظيم الخطط بشكل مستمر من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي في هذه البلدان، كما حصل في بلدة عرسال اللبنانية، التي نفذ هجوماً كبيراً عليها انطلاقاً من جرودها ومناطق القلمون السوري، وذلك بهدف السيطرة عليها والزحف نحو مناطق الهرمل وعكار للوصول إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط بهدف الحصول على منفذ بحري لدولة "الخلافة الإسلامية"، بعد فشله في تحقيق ذلك في اللاذقية السورية. لكن هذا الهجوم فشل بعد تصدي الجيش اللبناني له، وعاد عناصر التنظيم إلى الجرود وبرفقتهم أكثر من 30 جندياً لبنانياً أسرى يفاوض الدولة اللبنانية عليهم، لإطلاق سراح قادة له في السجون اللبنانية. أما في سورية، فيسيطر التنظيم على محافظة الرقة بأكملها، وعلى كامل أرياف دير الزور، وهي المناطق التي تضم حقول النفط والغاز. وتمت تسمية دير الزور ب"ولاية الخير". وللرقة ودير الزور حدود مع المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، فقام بوصل المناطق بعضها ببعض، وقام أيضاً بإزالة السواتر الترابية بين الأراضي العراقية والسورية، معلناً بذلك تدمير حدود "سايكس بيكو". ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فتنظيم "داعش" يسيطر على 35 في المائة من أراضي الدولة السورية. ومنذ أسابيع يشن التنظيم هجوماً كبيراً على مدينة كوباني الكردية السورية على الحدود التركية السورية، بهدف السيطرة عليها وطرد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية منها وفتح الباب أمام تسهيل تدفق المسلحين الأجانب عبر الحدود التركية وجعل حدود الدولة الإسلامية للمرة الأولى على تماس مباشر مع تركيا، وفصل المناطق الكردية في سورية، مثل الحسكة والقامشلي مثلاً، الذي يهدف إلى افشال المشروع الكردي للإدارة الذاتية التي أعلن عنها حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي. يذكر أن كوباني تشكل قيمة معنوية لحزب "العمال الكردستاني"، الذي لجأ زعيمه عبدالله أوجلان إليها بعد هروبه من تركيا في العام 1979، إضافة إلى انتماء عدد من قادة الحزب إليها. ويسعى "داعش" أيضاً إلى السيطرة على المزيد من الأراضي العراقية، بهدف توسيع أراضي دول "الخلافة الإسلامية". كما يخطط لإعادة الهجوم على قرى لبنانية شرق البقاع وفي شمال لبنان بهدف السيطرة عليها وفتح ممر آمن له، وفق ما تشير تقارير أمنية لبنانية. ووفق مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط، فإن جاذبية "الدولة الإسلامية" في نظر عناصرها ليست فقط مجرّد جاذبية أيديولوجية، بل تقوم على العمل للانتقام من المظالم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلاً عن السعي وراء السلطة والمال، وأيضاً لتعزيز الشعور بالانتماء إلى المشروع الكبير الذي يتمثّل بإقامة الخلافة"، مضيفا:ً "وبعد إعلان الخلافة، وإن كانت في شكل بدائي، فإن جل ما يمكن أن تحققه الغارات الجوية للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب هو احتواء التنظيم، وذلك من خلال الحد من قدرته على التوسع جغرافياً، ولكن ليس القضاء عليه". وترتبط بالتنظيم الحامل أفكار تنظيم "القاعدة"، جماعات عدّة في المغرب العربي ومصر وأفريقيا، مثل جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي يرتكز نشاطها في سيناء وقامت بعمليات تفجير ضد السلطات المصرية، وجماعة "أنصار الشريعة"، وهي ميليشيا متطرفة تأسست في نيسان (أبريل) من العام 2012 بعد أشهر من نهاية الثورة الليبية، وتدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا. وبايعت "داعش" أيضاً جماعةُ "جند الخلافة" في الجزائر "داعش"، التي قامت بذبح رهينة فرنسي لديها رداً على قرار فرنسا بالمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، وبايعت جماعة أبو سياف الجهادية في جنوبي الفيليبين التنظيم، وتهدف الجماعة إلى إنشاء دولة إسلامية غربي جزيرة مينداناو. ويسعى التنظيم دائماً للتقدم والتطور والاستيلاء على المزيد من المواقع والأراضي بهدف زيادة قوته ونفوذه، ولتوسيع أراضي "الدولة الإسلامية"، وزيادة عائداته من بيع النفط والغاز.