تستقبل منتزهات الحاجب الواقعة على الدائري الغربي لمحافظة عنيزة عشرات الأسر المنتجة التي تنتشر على الرقعة الخضراء الشاسعة ، التي تقدر مساحتها بأكثر من مليون متر مربع ، حيث تنتظر الكثير من الأسر مهرجان صيف عنيزة 35 الذي يكتظ بالزوار صيف كل عام ، حتى بات مصدر جذب للبائعات في سبيل توفير فضاءات اقتصادية أرحب لهن . ويؤكد ذلك حديث أم حمد التي تقف شامخة وسط دكانها الصغير على مدخل قسم العوائل في المنتزه ، حيث تقول أن عملها خلال مهرجان الصيف يؤمن لها دخلاً مجزياً لا تستطيع توفيره لولا الله ثم أيام المهرجان التي تحضى بإقبال جميل يساعدها في تصريف منتجاتها من الأكلات الشعبية التي تجيد طهيها من المنزل ، وتضيف أم حمد أن بضاعتها لا يجدها الزبائن بهذه الجودة في المطاعم الحديثة ، فهي تبيع الجريش والقرصان والمعكرونة والكُشري بنكهات شعبية محببه، وحول رقم مبيعاتها اليومية قالت أم حمد بفخر أنها تتراوح بين ألف إلى ألف وخمسمائة ريال ، مضيفة أنها قامت بتشغيل أفراد أسرتها معها حيث يقتسم بناتها خلال الإجازة معاونتها بين خدمة الطهي في المنزل والوقوف للبيع داخل الدكان نهاية الأسبوع . أما البائعة أم خالد التي تقوم ببيع الألعاب والكماليات والبهارات المنزلية فتقول أن تواجدها داخل أروقة المهرجان يوفر لها مصدر عيش كريم إذ تتراوح مبيعاتها بين 600 - 700 ريال يومياً . ومن بين ركام السلع التموينية تسترق أم فهد الوقت من زبائنها من الأطفال والنساء لتقول أنها تقضي وقتاً ممتعاً في البيع وسط أجواء من المرح والترفيه ، حيث يحيط بها الأطفال لشراء الحلوى والآيسكريم ، وتضيف أم فهد التي شدّت رحالها إلى عنيزة قادمة من الرياض أنها وجدت ترحيباً هنا ومكانها ملائم ومريح بعكس المناطق الأخرى التي تجد فيها تنافساً شرساً من الوافدات ، موضحة أنها قصَرت عملها بمدينة الرياض على تأمين الطلبات الخارجية فقط من المنزل بعيداً عن الزحام ومصاريف التنقّل الباهظة . وفي أحد أركان المهرجان تشير إحدى البائعات ( رفضت ذكر اسمها ) إلى أن مبيعاتها حتى الآن كافيه لتسديد جزء كبير من دين زوجها الذي يقوم بمساعدتها من خلال تأمين السلع من محال الجُملة لتبيعها هنا ، مؤكدة أنها تحضى بمبيعات مجزية شجعتها لمزاولة البيع بعد أن كانت ترى وزوجها ذلك عيباً . يذكر أن بلدية عنيزة سعت إلى توفير بيئة عائلية متكاملة من خلال قسم العائلات بمنتزهات الحاجب حيث المرح ، والترفيه ، والمباسط المتنوعة الجاذبة ، ومسرح الطفل ، والألعاب الذكية ، وعربات الخيول ، حتى بات مقصداً للأسر القصيمية قاطبة .