- حصلت طالبة الدكتوراه الباحثة نجلاء عبدالعزيز السويل في جامعة كورنيل على منحة مان (mann) للبحث العلمي، وهي منحة تقدم في مجال بحوث الأحياء الدقيقة والجينات ولا تمنح إلا للمتميزين، وهذه هي المرة الاولى التي يحصل عليها باحث غير أمريكي. وبحسب صحيفة" عكاظ "نجلاء تعمل (زميل باحث) في المعهد الوطني للصحة في واشنطن والتحقت كأستاذ محاضر وباحث دكتوراه في قسم علوم الأحياء الدقيقة وأبحاث السرطان في جامعة كورنيل إحدى جامعات مجموعة اللبلاب المتميزة على مستوى العالم، وتلقت المنحة على أساس النشاط البحثي المتميز والمؤثر، وبناء على ترشيح عدد من الأساتذة المعروفين على مستوى أمريكا اذ تستمر المنحة لمدة عام كامل وتشمل الصرف على أبحاث شاغلي الكرسي ونشر البحوث في أرقى المطبوعات. هذا الحوار من إعداد سعاد الشمراني. مجموعة اللبلاب حدثينا عن طبيعة المنحة؟ منحة (مان) جائزة سنوية تشمل دعما ماديا تقدم الى باحث في جامعة كورنيل لتغطية كافة مصروفاته البحثية لمدة عام، بما في ذلك من أجهزة ومواد مخبرية، مصاريف نشر البحث، تكاليف حضور المؤتمرات واللقاءات عالمية والمصروفات شخصية. وجامعة كورنيل من أعرق الجامعات ال8 المعروفة عالميا ب(League Ivy) أو (مجموعة اللبلاب)، ومن أهداف المنحة نشر آخر البحوث الطبية وإيصالها لعامة الناس بعيدا عن المصطلحات الطبية المعقدة، وتؤمن لجنة اختيار الجائزة بأنه لا فائدة للبحث العلمي إذا لم ينشر. هندسة وراثية ما الذي تعنيه لك المنحة وكيف حصلت عليها؟ المنحة تعني لي الكثير فأنا أول باحث غير أمريكي وأول امرأة تحصل عليها وهذا بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل مبادرة الدولة لدعم المرأة السعودية في جميع المجالات، وهي من المنح التي لا يستطيع الباحث التقديم عليها شخصيا، وإنما يتم الترشيح لها من قبل أساتذة مختصين، وطلبت لجنة الاختيار التي ترأسها عميدة الكلية البروفيسورة سوزان هنري مني كتابة رسالة علمية اشرح فيها بحثي وأهداف البحث، وتم اختياري على أساس الرسالة، وارتكزت المقابلة على القدرة على توصيل المعلومة الطبية المعقدة. ما هو مجال بحثك؟ في مجال الأحياء الجزيئية والهندسة الوراثية ويتعلق بدراسة الانقسام الاختزالي الذي يحدث في الخلايا التناسلية، وهي عملية حيوية مهمة تتضمن خطوات عدة ودقيقة وحدوث أي خلل في هذه العملية هو السبب الأول لإسقاط الجنين والأمراض الوراثية مثل متلازمة داون وبعض أنواع السرطان وبالرغم من أهمية هذه العملية الحيوية، إلا أنه لا تزال الكثير من خطواته مبهمة وغير مفهومة، لذلك كان من المهم فهم كيف تتم بدقة وتفصيل، وبذلك نتمكن من إيجاد العلاج لهذه الأمراض والسبل الوقائية لتفادي أي خلل قبل وقوعه، ويتركز بحثي حول دراسة كيفية انفصال الكروموسومات عن بعضها وهي أهم خطوة في هذه العملية. منتصف الليل من أول من عرف بهذا الإنجاز.. كيف كانت مشاعرهم؟ والدي ووالدتي هما أول من بشرا بهذا الخبر، وقصة إخبارهما به طريفة حيث كان فارق التوقيت بين أمريكا والسعودية عائقا لي في إخبارهما، وأردت أن أزف لهما الخبر فورعلمي به، ولكن كانا حينها في نوم عميق بسبب تأخر الوقت، ولم استطع النوم تلك الليلة حتى اتصلت بهما بعد منتصف الليل هنا في أمريكا حيث الصباح الباكر في المملكة، وبعثت لهما الخبر ثم نمت، وشعرت بالفخر في ردة فعلهما، وكذلك ردة فعل زوجي واخوتي. ما هي طموحاتك المستقبلية كباحثة في مجال الأحياء الدقيقة؟ دائما ما أسعد عندما أسأل عن أهدافي، لذا عندما سئلت من اللجنة عن طموحاتي وما يدفعني لطلب العلم أجبتهم أن هدفي هو أن أعود إلى وطني وأخدم ديني وأبناء شعبي وخصوصا بنات وطني، الفتيات السعوديات اللاتي أثبتن جدارتهن وإبداعهن في مختلف المجالات، لذا أطمح أن أوفر لهن فرص تدريب علمية وبحثية محلية على مستويات عالمية، كما أهدف أن تستمر علاقتي بجامعة كورنيل لأصبح جسر التواصل بين الجامعة العريقة وجامعتي الأم، جامعة الملك سعود، التي ابتعثت منها. ماهي ذكرياتك عن الجامعة؟ دراستي لمرحلة البكالوريوس كانت في جامعة الملك سعود، حيث نشأ شغفي للبحوث الطبية في كلية العلوم الطبية التطبيقية، وقبل تخرجي قضيت فترة الامتياز في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وأردت أن أعمل، ولكن رئيس قسم الكلية في ذلك الحين، بادر شخصيا بإقناعي بالإعادة في القسم وكان، ملحا أن أتوظف في الجامعة ومن ثم أتقدم بالابتعاث الى الخارج لكي أعود الى القسم، وقبل ابتعاثي قمت بتدريس الجزء العملي لمادة الكيمياء الحيوية الإكلينيكية، وفي تلك الفترة البسيطة تجسدت أهدافي، حيث رأيت المستقبل الباهر لوطننا في أيدي الطالبات وأحببت رغبتهن في التعلم وسعدت بتوصيل المعلومة لهن. كيف ينظرون للطالب السعودي في الجامعات الأمريكية، وهل عانيت من ذلك؟ الكل هنا في كورنيل ينظرون الى الطالب السعودي بكل تقدير واحترام، فنادرا أن تجد دولة أخرى تدعم شبابها بهذا الشكل، ولم أواجه أي صعوبات تذكر، بل أجد من المسؤولين الحرص على تقديرهم لقيامي بواجباتي الدينية براحة بدون أي معوقات، وبالرغم من أن عدد الطلاب السعوديين في جامعة كورنيل قليل جدا إلا أن ذلك لم يمنعنا من تأسيس النادي الطلابي السعودي بدعم من الملحقية الثقافية بواشنطن. ماذا عن الأشخاص المؤثرين في حياتك؟ الشخصية المؤثرة الأولى في حياتي هي والدتي رحمها الله، حيث كانت تجسد حب العلم والثقافة والسعي لنيل الأهداف مهما كانت الصعوبات، وكانت المشجع الأول لي والداعم الأول لطلبي للعلم، وقد علمت يرحمها الله بخبر حصولي على هذه المنحة قبل وفاتها بأيام، وأسأل الله العلي القدير أن يجمعني بها في الفردوس الأعلى.