في اكتشاف غريب، وجدت دراسة حديثة ارتباطاً بين الدخل الشهري للفرد وبين نوع السرطان الذي يمكن أن يصاب به. ولاحظت الدراسة شيوعاً لبعض أنواع السرطان بين الفقراء من ذوي الدخل المنخفض، وشيوع بعضها الآخر بين من هم أفضل حالاً وأكثر تحصيلاً للمال. كما نوهت الدراسة إلى أن السرطان يشيع بشكل أكبر في المناطق الغنية مقارنة بالمناطق الفقيرة، إلا أنّ نسبة الوفيات بفعل السرطان تكون أكبر بين الفقراء، وذلك بسبب تدني الرعاية الصحية التي يلقونها، والتأخر في الكشف عن الإصابة، إضافة لعوامل أخرى. وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Cancer، الثلاثاء، فإن سرطانات الكبد، والبلعوم، وعنق الرحم، والقضيب، تظهر بشكل أكبر في المناطق الأكثر فقراً، وذلك إضافة لأنواع أخرى من السرطان تظهر غالباً عند مرضى الإيدز بشكل خاص. في حين، تشيع بين الأغنياء أنواع أخرى من السرطانات، كسرطان الثدي، والبروستات، والدرقية، والخصى، والميلانوما- أخطر أنواع سرطان الجلد، إضافة إلى أنواع أخرى من سرطانات الجلد بشكل خاص. ويرجع الباحثون هذا التباين في توزع أنواع السرطان بين طبقات المجتمع إلى أسباب مختلفة، إذ يشيع بين الفقراء أنواع السرطان التي ترتبط بالكحول، والعقاقير والتدخين، وقلة التغذية، إضافة إلى السرطانات المرتبطة بالأمراض المنتقلة جنسياً. إضافة لذلك، فإنّ هناك أنواعا من السرطانات التي تشيع بين الفقراء بسبب سوء الرعاية الصحية، ففي حالة سرطان عنق الرحم على سبيل المثال، يمكن الكشف عن تغيرات مبكرة في عنق الرحم قبل مرحلة التحول من النوع الحميد إلى النوع الخبيث، وبالتالي منع تطور المرض إلى سرطان، إلا أن ذلك يحتاج لمراقبة طبية تشخص الأمر في بدايته وهو ما لا يتوفر عادة للفقراء. كما أنّ هناك بعض أنواع السرطان التي تُشخّص بشكل أكبر بين الأغنياء بسبب حصولهم على رعاية صحية أسرع وأشمل، وهو ما يسمح بعدم تفويت تشخيصها، إذ إن هذه الأنواع يمكن ألا تكشف بدون فحوصات معينة قد لا تتوفر للفقراء رغم إصابتهم بها، بحسب ما يضيف البروفيسور "كيفن هنري" مؤلف الدراسة، في الإصدار الصحافي الذي تلقت "العربية.نت" نسخة منه. ودرس الباحثون 39 نوعاً من السرطان، وقارنوا توزعها بين البشر في الولاياتالمتحدة اعتماداً على الحالة الاقتصادية، ووجدوا أن 32 سرطاناً منها يرتبط فعلاً بالحالة الاقتصادية، بحيث إن هناك 14 نوعا من السرطان تشيع بشكل أكبر بين ذوي الدخل المنخفض، و18 سرطانا آخر تشيع بين ذوي الدخل الأفضل.