هجر مدمنو الشيشة مقاهيهم في مدينة جدة عقب هوس وجود فيروس كورونا في الأجواء، الأمر الذي دفع غالبية المقاهي إلى الاستعاضة ب»لي بلاستيكي» يستخدم لمرة واحدة لطمأنة مرتاديها بنظافته وسلامة استخدامه. ويقول مسؤول تقديم الشيش في أحد المقاهي بجدة عبدو اليماني «إنه منذ انتشار فيروس كورونا انخفضت نسبة الزبائن خوفا من انتقال العدوى عبر الشيش، واشترط بعضهم تقديم الشيش مصحوبة ب«لي» بلاستيكي يستخدم لمرة واحدة ويرمى، علما بأنه يزيد سعره على مبلغ الفاتورة 10 ريالات للواحد، وقد لاحظنا اطمئنان الكثير للبلاستيكي على الرغم من نفاده مبكرا بشكل يومي، رغم توفير عدد لا يقل عن 150، علما بأنه إذا نفد يلغي الزبائن طلباتهم». وأضاف وفقا لصحيفة مكة «نقوم بتعقيم مستلزمات الشيشة بما فيها الليات والتي تغسل يوميا قبل بدء الدوام الرسمي وهذا إجراء يومي من قبل انتشار الفيروس، ولكن أصبحنا أكثر تعقيما لأنه في اليومين الماضيين ورد الإدارة اتصال من فتاة تخبرهم باكتشاف إصابتها بكورونا مع صديقاتها اللاتي ارتدن المقهى واستمتعن برؤوس المعسل». فيما يوضح مدير محلات الروز لبيع مستلزمات الشيش عطاالله الغامدي «أنه في الأسبوعين الماضيين ارتفعت نسبة بيع الليات البلاستيكية حيث يبلغ عدد ما يباع في مدينة جدة فقط خلال أسبوع نحو 7500 لي موزعة على المحلات المعنية بتقديم الشيشة، وتختلف أسعارها من مكان إلى آخر من 4 ريالات إلى 12 ريالا للواحد». وبين مدير إدارة صحة البيئة والصحة المهنية بصحة جدة الدكتور فهد قمري «أن الشيشة تعد وسيلة سهلة لنقل الأوبئة والعدوى بين المعافى والمصاب في المقاهي، خصوصا أنها تحتوي على العديد من الجراثيم والميكروبات، بدءا من صنع نكهة المعسل والتي تعود في أصلها لمواد سمية مسرطنة تؤثر عل جسم الإنسان، خصوصا مع وجود النيكوتين والذي يؤثر على الأوعية الدموية للجسم ويؤدي إلى ضيقها وحدوث الجلطات». وأضاف قمري «ما يخص تكون الجراثيم والميكروبات في الشيشة فإن الأصل في إعداد مادة المعسل تعود لظروف غير صحية وملوثة، يصاحبها الكثير من الميكروبات والجراثيم والقاذورات التي تتسبب في وجود ميكروبات مثل المكونات العنقودية، حيث إن آلة الشيشة المكونة من وعاء يحوي ماء وأنبوبا يمتد به وصولا إلى اللي ثم المبسم ثم فم الإنسان وأنفاسه تحتوي الكثير من الجراثيم، لأن وعاء الماء لا ينظف لفترات طويلة وبالتالي يتشبع إلى أن يصبح بؤرة للميكروبات والجراثيم لتتكاثر وتتوالد، علاوة على أن أنبوب الشيشة المتصل بالجرة ورأس المعسل والفحم لا يتم تعقيمه وتنظيفه لفترات طويلة وبذلك يكون عرضة لتكاثر الجراثيم والفطريات». وزاد «أما «اللي» الممتد من الشيشة لفم مستخدمها يشكل خطورة عظمى متمثلة في احتمالية إصابة مستخدمه بعدوى معينة لأنه يسحب ويتنفس الهواء منها وإليها عن طريق «اللي» ثم الأنبوب وصولا إلى القاع الموجود به الماء وهو بؤرة الجراثيم علما أن تغيير «اللي» يساعد بنسبة كبيرة في الوقاية من انتقال العدوى والميكروبات ولكن العدوى لا تزال متكاثرة في الجهاز الأصلي لها»، محذرا «من تبادل «اللي» بين الأشخاص حتى لا يساعد في نشر الأمراض والأوبئة بينهم، علما بأن الضغط على مقاهي الشيشة يجبرها على استبدال الشيش والليات بين زبائن المحل جميعهم بدون تعقيم جديد، مما يتسبب في نقل الأمراض المعدية، إذ تختلف نسبة وجود الجراثيم على مرات تنظيفها وعدد استخدامها، لأن بقاءها لفترات طويلة بدون تعقيم وقت مناسب لتراكم الجراثيم