وصف الدكتور سيف الدين سيد مرسي ، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد ، الحالة التي وصل إليها حال الخط العربي في العالم العربي والإسلامي ، بالمتردية ، مؤكداً أن العرب جنوا على لغتهم وأننا جميعاً شركاء في قتل اللغة العربية التي تمثل هويتنا ، والحرف العربي هو روحها وقلبها النابض . جاء ذلك أثناء حديثه عن الحرف العربي بين الفن والخط ، في أمسية ثقافية نظمتها جمعية الثقافة والفنون بأبها بالقاعة الثقافية بمقرها بالمفتاحة ،أدارها الإعلامي مرعي العسيري ، استعرض خلالها سيف الدين ،تاريخ الخطوط العربية على مر العصور وأبرز روادها اللذين كان لهم الفضل بعد الله ،على الحفاظ على الحرف العربي وإظهاره في أجمل حلة ، وتناول بالتحليل بعض الفوارق الروحية بين الخطوط العربية. وعرض ضيف الأمسية بعضاً من نماذج الخط العربي القديم ، موضحاً بعض اللمحات الجمالية والفنية فيها ، والمزيج الفني الذي يشكله الحرف العربي منفرداً أو من خلال تراصفها وتراكبها في لوحة فنية جميلة ، تميز كل خطاط عن الآخر . واستعرض سيف الدين بعض المشاكل التي يواجهها الخط العربي ، ومن ذلك التطور التقني الهائل الذي سلب الحرف العربي من أيدي أبنائنا وبناتنا ، على عكس المأمول من التقنية التي حفظت جمال الخط العربي ، إلا أنها حفظت حروفاً ميتة بلا روح ، مؤكداً أن للحروف العربية روحاً تنبض من بين أنامل الخطاط والفنان الذي يتقن رسمها ونقشها . واعتبر ضيف الأمسية ضعف التعليم في المراحل الابتدائية من أهم الأسباب التي قتلت الخط العربي ، وخرجت جيلاً لا يجيد الخط بل إنك تجد صعوبة بالغة في قراءة ما يكتبه بعض الطلبة ، مشيراً إلى نه من خلال دراسة عملية على بعض النماذج العشوائية لعدد من نماذج خطوط الطلاب تبين أن الخلل يكمن إما في صعوبة المنهج المقدم للطالب في المراحل الابتدائية أو ضعف معلمي الخطوط في المدارس لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، مشدداً على أهمية انتشال الحرف العربي من الحالة المزرية التي يمر بها من خلال المؤسسات الرسمية التعليمية والثقافية في جميع الدول العربية . وفي ختام الأمسية كرم مدير فرع الجمعية بأبها أحمد السروي الدكتور سيف الدين، الذي وعد بإقامة دورة مجانية لجميع الراغبين في تحسين الخطوط بالقاعة الثقافية بمقر الجمعية قريباً .