تحقق الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، مع الطاقم الطبي الذي أجرى العملية الجراحية لمواطنة في العقد الرابع من العمر، وتسبب في وفاتها نتيجة خطأ طبي. وقد شكلت صحة المنطقة لجنة لتقصي الحقائق وأصدرت خطابا يدين المستشفى الخاص بوفاة المواطنة بالخطأ الطبي الذي تعرضت له. وأوضح والد المتوفاة الشيخ سهل الشمري أن ثلاثة مستشفيات في المنطقة الشرقية عجزت عن إنقاذ ابنته، مشيرا إلى أنها ثاني حالة وفاة في بقيق نتيجة الأخطاء الطبية في أقل من شهر، مطالبا بوضع آلية للحد من الأخطاء الطبية ومحاسبة المقصرين وملاحقتهم قضائيا ومراجعة الإجراءات المتعلقة بالفصل في قضايا الأخطاء الطبية ومعايير التعويض. ويضيف والدها إنها دخلت غرفة العمليات في أحد المستشفيات الخاصة بالدمام وهي تعاني فتقاً في السرة، فأفاد الدكتور المشرف على إجراء العملية أن نسبة النجاح مائة في المائة ولا تشكل أي خطر على حياة المريضة، وعندما قام بخياطة الأمعاء الدقيقة مع السرة، التحمت سرتها بأمعائها، ودخلت في غيبوبة لمدة شهر وهي ترقد في غرفة العناية المركزة بمستشفى الملك فهد التخصصي وأن ذلك الخطأ الطبي تسبب لها في ثقوب أخذت تتسرب منها سوائل الأمعاء حول أعضاء البطن طيلة ثلاثة أشهر مسببة لها التهابات شديدة والتصاقا لكامل الأمعاء بجدار البطن وتعرضها لتوقف كامل أو جزئي بالدورة الدموية وثقب أو جرح مفتوح داخل الأمعاء. وأبان بأن الأعراض بدأت تظهر عليها في صورة قيء أخضر اللون مع ارتفاع في الحرارة وإعياء شديد، ما استدعى إدخالها مستشفى خاصا في بقيق، مبينا بأن الفحص الطبي أثبت ترسب السوائل في محيط البطن فوضعت لها أنابيب لسحبها ومن ثم نقلت إلى مستشفى الدمام المركزي، لإجراء عملية جراحية لم تنجح نتيجة الالتهابات الشديدة التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، ومكثت في المستشفى خمسة أيام لتنقل بعدها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي لإجراء ثلاث عمليات وبقيت في العناية المركزة لمدة أسبوعين. وبعد أن ساءت حالتها أجرت أربع عمليات، وبقيت لها عملية واحدة وهي إعادة المصران لموضعه، ولم يتمكن الطبيب من إجرائها لشدة الالتهابات التي تعاني منها، كما أن الجراح كتب لها الخروج من المستشفى يوم العيد على أن تراجعه بعد ذلك لإكمال الفحوص الطبية، ولكن كان الموت أسرع من الموعد. وأكد والدها أنهم تقدموا بشكوى لدى مديرية الشؤون الصحية، ضد الطبيب، وبناء عليها أصدرت الشؤون الصحية أمراً بالتحفظ على جوازه ومنعه من السفر، لافتا إلى أن لديه تقريرين طبيين من اللجنة الطبية الشرعية في مستشفى الدمام المركزي والثاني من مستشفى الملك فهد التخصصي يؤكدان الخطأ الطبي الذي تعرضت له ابنته. ابن المتوفاة فهد الشمري قال: تزايدت مؤخراً حوادث الأخطاء الطبية في المشافي العامة والخاصة على حد سواء وأصبح من المألوف أن نسمع أو نقرأ هنا وهناك عن قصص لأناس شاء القدر أن يصاب أحد أفراد أسرهم بوعكة صحية فبادروا بإسعافهم إلى المستشفيات طمعاً في الحصول ولو على أدنى مستوى من الخدمة الصحية لكنهم وقعوا ضحية الاجتهادات والتشخيص الطبي الخاطئ من قبل من يطلق عليهم مجازاً أطباء، فكانت النتيجة وفاة المريض وهذه ثاني حالة في بقيق من الأخطاء الطبية في أقل من شهر. خالد سهل الشمري (أخو المتوفاة) قال: هذه الأخطاء الطبية أصبحت بمثابة سلوك شبه يومي يمارسه الغالبية العظمى من الأطباء دون وازع من ضمير أو أخلاق أو دين يقترفون مثل هذه الجرائم دون أن يحاسبهم أحد محاسبة قوية ورادعة، ولو أننا نقدر النفس البشرية ونضع لها قيمة لكانت هناك إجراءات رادعة ضد هؤلاء المستهترين بحياة البشر. وأكد الناطق الإعلامي لصحة المنطقة الشرقية خالد العصيمي أن إدارة المتابعة الفنية في المديرية شكلت لجنة طبية متخصصة لدراسة ملف المتوفاة هيا الشمري، تضم عدداً من الاستشاريين في تخصصات ذات علاقة بحالتها، لافتاً إلى أن دراسة الملف والخروج بالنتائج تتطلب أسبوعين تقريباً. كما أصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية قراراً بمنع الطبيب بمستشفى الملك فهد التخصصي المتهم من السفر لحين الانتهاء من القضية المرفوعة ضده التي يتهمه فيها شقيق الضحية بالتسبب بوفاتها نتيجة خطأ طبي.