اعتبرت الولاياتالمتحدة الأحد أن موافقة دمشق على السماح لمفتشي الأممالمتحدة بزيارة موقع الهجوم الكيميائي المفترض في ريف دمشق "جاءت متأخرة لدرجة لا يمكن تصديقها". وقال مسؤول امريكي رفيع المستوى "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه وأرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيميائية في هذا الحادث، لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة ومنحت الأممالمتحدة وصولا فوريا إليها قبل خمسة أيام". كما أكدت واشنطن أن استخدام قوات النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد مدنيين هو أمر "شبه مؤكد". وقال مسؤول أمريكي لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه أنه استنادا إلى التقارير الواردة بشأن أعداد الضحايا والأعراض التي ظهرت لديهم، كما إلى المعلومات الاستخبارية الأمريكية والأجنبية، "بات شبه مؤكد في هذه المرحلة أنه تم استخدام أسلحة كيميائية من جانب النظام السوري ضد مدنيين في هذه الحادثة". ودعت روسيا الأحد المعارضة السورية إلى السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحقيق في المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق "في شكل آمن تماما". وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية في بيان "من المهم آن توفر المعارضة المسلحة التي تسيطر على قسم من الغوطة الشرقية، الظروف الضرورية لتقوم بعثة الخبراء بعملها في شكل آمن تماما، وإلا تمارس استفزازات مسلحة ضدها على غرار ما حصل مع بعثة مراقبي الأممالمتحدة في الصيف الفائت"، داعيا الفرقاء المؤثرين على مسلحي المعارضة إلى الضغط عليهم. وحذرت روسيا الأحد من ارتكاب "خطأ مأساوي" باعتماد خيار عسكري في سوريا، مبدية ارتياحها لموافقة دمشق على أن تجري الأممالمتحدة تحقيقا في المزاعم عن استخدام سلاح كيميائي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان "ندعو بقوة من يتحدثون عن إمكان شن عملية عسكرية في سوريا عبر محاولتهم مسبقا فرض نتائج التحقيق على خبراء الأممالمتحدة، إلى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأسوي". وأعلنت الأممالمتحدة الأحد أن خبراءها سيباشرون منذ الاثنين التحقيق في التقارير حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق بعدما أعطت الحكومة السورية موافقتها على ذلك. وأوضحت الأممالمتحدة في بيان أن "البعثة تستعد للقيام بأنشطة تحقيق في الموقع اعتبارا من الاثنين 26 أب/أغسطس". وكانت الحكومة السورية أعلنت في وقت سابق أنه تم الاتفاق بين دمشقوالأممالمتحدة على السماح لفريق الأممالمتحدة الموجود في سوريا بإجراء التحقيق. وتتهم المعارضة السورية نظام دمشق باستخدام الغازات السامة في هجمات على ريف دمشق الأربعاء أوقعت بحسبها 1300 قتيل فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 322 قتيلا. كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود السبت وفاة 355 شخصا من اصل 3600 نقلوا إلى مستشفيات في ريف دمشق الأربعاء بعدما ظهرت عليهم "أعراض تسمم عصبي". ونفت دمشق بشكل قاطع أن تكون استخدمت أسلحة كيميائية واتهمت المعارضة باستخدام هذا السلاح في جوبر بشرق دمشق.